المجلس الوطني الفلسطيني
الدورة الثانية
القرارات السياسية
القاهرة، 31 أيار/ مايو – 4 حزيران/ يونيو 1965
1- تصريحات الحبيب بورقيبة
- يعلن المجلس الوطني الفلسطيني أن تصريحات الحبيب بورقيبة خيانة عظمى للقضية الفلسطينية وخروج على الإجماع العربي، وافتئات على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ولقد بادر هذا الشعب في كل مكان إلى الإعراب عن بالغ سخطه واستنكاره لهذه التصريحات بمختلف الوسائل، وأن المجلس الوطني الفلسطيني يرفض هذه التصريحات جملة وتفصيلاً.
- يؤيد المجلس الوطني الفلسطيني رئيس اللجنة التنفيذية الأستاذ أحمد الشقيري تأييداً تاماً في موقفه من تصريحات الحبيب بورقيبة، ذلك الموقف الذي اتخذه أمام لجنة ممثلي الملوك والرؤساء وأمام مجلس رؤساء الوزراء العرب، وسجل المجلس تقديره لهذا الموقف الحازم.
- يؤكد المجلس ثقته بوعي الشعب التونسي الشقيق، وإدراكه لحقيقة القضية الفلسطينية واستعداده للقيام بدوره في سبيل تحرير فلسطين.
- يشكر المجلس دولة الكويت للقرار الوطني الذي أصدرته المعونة نظراً لموقف الرئيس بورقيبة من قضية فلسطين.
2- المؤتمرات والوفود
يقدر المجلس الوطني النتائج الإيجابية التي حققها اشتراك المنظمة في المؤتمرات العربية والعالمية، والتي حققتها الوفود المتعددة التي زارت عدداً من البلدان الصديقة، ورغبة في تحقيق أفضل النتائج التي تنشدها من وراء اشتراكنا في المؤتمرات وإيفاد الوفود نوصي بما يلي:
- إعداد الدراسات الكافية عن جميع المؤتمرات التي تقرر المنظمة الاشتراك فيها واختيار ذوي الكفاءات الممتازة لحضورها، ووضع تخطيط للأسس الواجب التقيد بها في انتداب الوفود.
- العمل على اشتراك المرأة والنقابيين من الطلاب والعمال وسواهم في عضوية الوفود والمؤتمرات كلما أمكن ذلك.
- إعداد سجل خاص يحوي المعلومات اللازمة عن الفلسطينيين للرجوع إليه عند اختيار أعضاء الوفود تعتمده الدوائر السياسية والإعلامية في ترشيحها.
- تقديراً للنتائج الطيبة التي حققتها زيارة وفد المنظمة للصين الشعبية يعلن المجلس الوطني الفلسطيني شكره لحكومة الصين الشعبية وشعبها على موقف التأييد والدعم لنضالنا التحرري كما يعلن تأييده الكامل لكفاح الشعب الصيني ضد الاستعمار وتحرير فورموزا.
3- المنظمة والعالم الإسلامي
تقديراً للروابط التي تربط العالم الإسلامي بالقضية الفلسطينية، يقرر المجلس العمل على توثيق هذه الروابط مع جميع الشعوب الإسلامية، وكسب تأييدها لقضية فلسطين دون التقيد بموقف حكوماتها الرسمي من القضية الفلسطينية، ودعوة هذه الشعوب إلى القيام بواجبها حيال هذه القضية.
4- التغلغل الإسرائيلي
يدعو المجلس الوطني إلى ضرورة مضاعفة الجهود في سبيل المقاومة التغلغل الإسرائيلي في بعض الدول الآسيوية والإفريقية بجميع الوسائل ومنها:
- وضع مخطط لدعوة وفود من مختلف البلدان لزيارة فلسطين وتمكين هذه الوفود من الإطلاع عن كثب على حقيقة القضية الفلسطينية، وتوخي أن تضم الوفود رجال الفكر والسياسة والحكم.
- أن تتولى الدوائر المختصة في المنظمة دراسة وسائل دعم الجهود لمقاومة التغلغل الاقتصادي الصهيوني في الدول النامية بالتعاون مع الدول العربية والصديقة.
- العمل على تأمين السبل الكفيلة بتحقيقة مقاطعة الدول الضالعة مع العصابة الإسرائيلية.
5- شؤون العائدين
- يؤكد المجلس الوطني أن مسؤولية إغاثة العائدين تقع على عاتق الأمم المتحدة وتظل هذه المسؤولية قائمة حتى يتم تحرير الوطن السليب.
- يندد المجلس بالمؤامرات الاستعمارية المتوالية التي تستهدف اتخاذ إغاثة العائدين وسيلة من وسائل تصفية القضية الفلسطينية، وأن المجلس إذ يشجب هذه المؤامرات لعلى يقين بأن الدول المضيفة خاصة والدول العربية عامة ستواصل جهودها في سبيل إحباط تلك المؤامرات بجميع الوسائل.
- يعتبر المجلس أن معاملة الفلسطينيين في البلدان العربية سواء بالنسبة لحرية تنقلهم أو إقامتهم أو عملهم أو غير ذلك مسألة قومية فضلاً عن كونها ضرورة حياتية، ويلاحظ المجلس أنه لا تزال هنالك قيود تتعلق بمعاملة الفلسطينيين معاملة لا تتفق مع المصلحة العامة، ولذلك يقرر المجلس بأن يتابع رئيس المنظمة اتصالاته لمعالجة هذه المسألة على أعلى المستويات.
- يؤكد المجلس أن قيام الشعب الفلسطيني بمسؤولياته القومية في تحرير وطنه يتطلب اتخاذ جميع الأسباب التي تيسر له حرية السفر والإقامة والعمل في الوطن العربي.
6- المنظمة والبلاد العربية
يشكر المجلس الدول العربية التي فتحت مجالات العمل لمنظمة التحرير الفلسطينية لممارسة مختلف نشاطاتها ويتطلع المجلس إلى أن تبادر الدول العربية الأُخرى إلى التعاون مع المنظمة في كل ييسر لها القيام بمسؤولياتها.
7- خطة العمل السياسي العربي
استعرض المجلس الوطني خطة العمل السياسي العربي التي تنتهجها المنظمة، وهو يؤكد أن هذه الخطة تقوم على أساس الالتزام فيما ورد في الميثاق القومي الفلسطيني بهذا الشأن وانطلاقاً من هذا الالتزام:
- يقرر المجلس أن تحرير فلسطين هو أكبر أهداف العمل الثوري العربي، وأن دور الشعب الفلسطيني هو دور الطليعة في معركة التحرير.
- يطالب المجلس الدول العربية باستخدام جميع الوسائل وخاصة البترول كسلاح فعال في نصرة القضية الفلسطينية.
- يعلن المجلس وجوب تصفية القواعد العسكرية الأجنبية في الوطن العربي.
- يناشد المجلس الوطني الدول العربية أن تمضي في مساعيها لإحلال السلام في جمهورية اليمن حتى تنصرف الجهود العربية إلى مواجهة الخطر الصهيوني الذي يهدد الوطن العربي مصيراً ووجوداً.
- يؤكد المجلس النضال العربي البطولي لتحرير الجنوب المحتل وعمان وجميع الأجزاء العربية التي ما زالت تحت نير الاستعمار.
- يطالب المجلس حفاظاً على عروبة الخليج – بمكافحة التسلل الأجنبي عامة والإيراني خاصة.
8- خطة المنظمة في السياسة الخارجية:
- يقرر الشعب الفلسطيني أن الاستعمار الغربي وبصورة خاصة البريطاني والأميركي هو المسؤول الأول عن كارثة فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني عن وطنه ويشجب المجلس استمرار هذه السياسة الاستعمارية في دعمها لإسرائيل عسكرياً وسياسياً ومالياً ويندد المجلس بصورة خاصة بالمساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة إلى إسرائيل وخاصة مدها بالأسلحة الصاروخية.
- يعلن المجلس أن المنظمة تحدد سياستها الخارجية وعلاقاتها بالدول تبعاً لموقفها من قضية فلسطين، وأن الشعب الفلسطيني يعمل على كسب صداقة جميع الشعوب المحبة للحرية والعدل ويتطلع إلى تأييد هذه الشعوب في سبيل تحرير وطنه واسترداد حقه وتقرير مصيره.
- يشكر المجلس دول عدم الانحياز للقرار الصادر عن مؤتمرها المنعقد في القاهرة الذي أكد حق الشعب الفلسطيني في كفاحه لتحرير وطنه وتقرير مصيره.
- يذكر المجلس بالتقدير المواقف الأخيرة المجيدة التي وقفتها الدول الاشتراكية وفي مقدمتها الاتحاد السوفييتي لمناصرتها لوجهة النظر العربية في قضية فلسطين أمام المنظمة العالمية.
- يشجب المجلس باسم الشعب الفلسطيني التدخل الأميركي في فييتنام والدومنيكان.
- لما كان تحرير فلسطين يعتبر وجودياً ومصيرياً جزءاً لا يتجزأ من حركات التحرر العالمية من الاستعمار لذا فإن المجلس الوطني يقرر أن تقوم اللجنة التنفيذية بالاتصالات اللازمة مع الحركات التحررية من الاستعمار على الصعيد العالمي لتنسيق التعاون معها في مكافحة العدو المشترك.
- يناشد المجلس قداسة البابا بولس السادس لإلغاء كافة الإجراءات المتعلقة بوثيقة تبرئة اليهود من دم السيد المسيح هذه الوثيقة التي تستغلها الصهيونية استغلالاً سياسياً في عدوانها على فلسطين.
- يناشد المجلس الوطني بمناسبة انعقاد المجلس المسكوني المقبل أن يعرب الفاتيكان عن مناصرته لشعب فلسطين في استرداد الديار المقدسة باعتبارها وطناً لأصحابها الشرعيين من مسلمين ومسيحيين.
- يستنكر المجلس المساعدات العسكرية والمالية التي تقدمها حكومة ألمانيا الغربية لإسرائيل ويعتبرها عدواناً مباشراً على الشعب الفلسطيني خاصة والأمة العربية عامة كما يستنكر اعترافها بإسرائيل. ويناشد المجلس الدول العربية التي اتخذت مواقف التحفظ بالنسبة إلى ألمانيا الغربية أن تنضم إلى صف سائر الدول العربية. وأن شعب فلسطين والأمة العربية لتذكر على الدوام علاقات الصداقة والمودة التي تربطها بالشعب الألماني وتتطلع إلى اليوم الذي تتحرر فيه إرادته من النفوذ الاستعماري. لتظل علاقة الصداقة هذه متصلة.
9- مكاتب المنظمة
استعرض المجلس شؤون مكاتب المنظمة القائمة في الأقطار العربية والأجنبية وهو إذ يعرب عن تقديره للمهمة التي تضطلع بها هذه المكاتب يوصي بما يلي:
- تعمل المكاتب حيثما وجدت على الاستفادة من الطلاب والخريجين والمغتربين العرب والتعاون مع النقابات المختلفة لخدمة القضية الفلسطينية.
- تضع اللجنة التنفيذية مخططاً مدروساً لسياسة فتح المكاتب في الخارج بشكل يحقق أكبر قدر ممكن من الفائدة للقضية الفلسطينية مراعية في ذلك الأولوية التي يجب أن تعطى لفتح المكاتب في الدول الإسلامية وأميركا اللاتينية وأفريقيا.
- يأمل المجلس أن تمنح مكاتب المنظمة وأبنيتها وبريدها الحصانة الدبلوماسية تسهيلاً لمهمتها وأن تعفى من رسوم البرق والبريد والهاتف وأموالها من قيود النقد والضرائب.
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1966، ص 309-313.