Visitors at a photographic exhibition at the YMCA
Few images survived of the exhibitions mounted in the Arab Orthodox Union Club and the YMCA before 1944, but this photograph indicates that, as early as the 1940s, spaces used for exhibiting in Jerusalem were already equipped with modern partitions for mounting artworks—partitions that were most likely used to create similar open-plan arrangements with a navigation system delineated by rows of chairs. In addition to art exhibitions of local painters, craftspeople, and calligraphers, these spaces hosted lecture series by Palestine’s leading cultural figures of the period, as well as guest lecturers from neighboring countries such as Egypt and Lebanon.
شكلت إقامة المعارض في فلسطين ممارسة ثقافية وسياسية ساهمت في تشكيل الهوية الوطنية وحشد المقاومة والوصول إلى الجمهور العالمي والتفاعل معه. وعلى مدار القرن العشرين، كانت المعارض الفلسطينية منصاتٍ أساسية لتنمية الذوق الفني ونقده، سواء داخل الحركات الفنية الفلسطينية الأوسع، أو في أوساط الشعب الفلسطيني؛ كما كانت أداة لتفعيل الوعي الوطني والسياسي وحشد الطاقات في مواجهة الأحداث العامة والتحولات السياسية المتتابعة، وبلورة الدعم الدولي بهدف ترسيخ شرعية القضية الفلسطينية. وعلى امتداد القرن الماضي، وفي ظل الاستعمار والاستيطان الاستعماري والاحتلال العسكري، اضطلعت جهات فلسطينية فاعلة بدور أساسي في بلورة أساليب تمثيل الثقافة الفلسطينية ونشر نتاجاتها على الملأ؛ وجرى ذلك في كثير من الأحيان من خلال آليات التنسيق الفني التي تطورت لتصير جزءاً لا يتجزأ من تعبيرات الهوية الوطنية.
تعرض هذه الإضاءة لمحة عامة عن ممارسات تنظيم المعارض في فلسطين بين سنتي 1917 و1993، في سياق التحولات التاريخية الكبرى التي شهدتها تلك الفترة، مع التركيز على الأحداث المفصلية والأطر المؤسسية والإستراتيجيات التصميمية الفنية. ونستثني هنا المعارض التجارية أو التبشيرية التي يُشار إليها كذلك باسم "المعارض"، لنُركّز على المعارض الفنية والثقافية التي سعت لتشكيل الوعي الجمعي.
المعارض الأولى في ظل الحكم البريطاني (1917–1948)
شهدت فترة الحكم البريطاني (1917–1948) تطوراً في تنظيم المعارض الفلسطينية في إطار الجهود الاستعمارية للسيطرة على الثقافة المحلية وإعادة تصنيفها على نحو يخدم الخطاب الاستعماري ويقلل من شأنها. فقد وفرت الإدارة البريطانية الوسائل لدعم المعارض التي هدفت إلى الترويج للاستيطان الصهيوني، من بينها مشاركة فلسطين في
وفي الفترة نفسها، بدأت المعارض الفلسطينية تبرز بصفتها فضاءات لتعزيز بنيان المجتمع والتعبير عن مناهضة الإمبريالية. وكان المعرض العربي الأول الذي أُقيم سنة 1933 في فندق بالاس في القدس ، محطة مفصلية في هذا السياق. نظّم المعرض الصحافي عيسى العيسى ، وشمل توثيقاً للإنجازات الفلسطينية في مجالات الصناعة والزراعة والفنون، من بينها أعمال الفنانة الرائدة زلفة السعدي . وقد ساهم هذا المعرض، إلى جانب المعرض العربي الثاني سنة 1934، في ترسيخ الفكرة بأن الفن يمكن أن يكون أداة للتعبير عن الانتماء الوطني.
وبحلول أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات، بدأ الفنانون والمثقفون الفلسطينيون يستخدمون المعارض كمنبر لتحدي السرديات البريطانية والصهيونية. ركّز بعضها على نحو مباشر وجليّ على التراث الفلسطيني، وعرض صوراً فوتوغرافية تجسّد الحياة اليومية تحت الحكم الاستعماري، والتحولات الاقتصادية التي كانت تشهدها فلسطين، والوجود الصهيوني المتزايد. ونشطت مؤسسات محلية، مثل نادي الاتحاد الأرثوذكسي العربي
و
إقامة المعارض في المنفى والشتات (1948–1964)
أدّت النكبة سنة 1948 التي شهدت تهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني إلى تعطيل المؤسسات الثقافية، لكنها لم تُلغِ ممارسات إقامة المعارض. ففي المنفى، استخدم الفنانون والمثقفون الفلسطينيون المعارض لتوثيق مظاهر الفقدان، وصون الهوية الثقافية، ونقل تجربة النضال الوطني. وقد استدعى تدمير المدن والقرى والمؤسسات الثقافية الفلسطينية البحث عن فضاءات جديدة للتعبير الفني، وجدها الفنانون غالباً في مخيمات اللاجئين والمدارس والمراكز المجتمعية في الشتات.
في خمسينيات القرن الماضي، عكست المعارض التي أُقيمت في مخيمات اللاجئين، مثل معرض إسماعيل شمّوط
سنة 1953 في
خلال هذه المرحلة، كانت المعارض متنقلة في أكثر الأحيان، تنتقل من مكان إلى آخر للوصول إلى جمهور أوسع. وتمحورت العديد من الأعمال حول موضوعات المنفى والفقد والصمود؛ ولم تكتفِ بتصوير معاناة الفلسطينيين، بل كذلك تصميمهم على الحفاظ على تراثهم الثقافي. ونُظمت هذه المعارض في مناسبات الأعياد الرسمية وللاحتفال بالانتصارات الوطنية، مثل انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المدن الفلسطينية، ومنها
في الوقت نفسه، بدأت المعارض الفلسطينية تتواصل مع الحركات الفنية العربية والدولية الأوسع. ففي القاهرة ودمشق
وبيروت
، عرض الفنانون الفلسطينيون أعمالهم في معارض فنية عربية شاملة، رابطين نضالهم بالحركات المناهضة للاستعمار الأوسع في ذلك الوقت. وقد وفرت
نشأة المعارض المؤسسية والدبلوماسية الثقافية (1964 – 1987)
مع تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1964، صارت المعارض وسيلة أساسية للمقاومة السياسية والدبلوماسية الدولية. فقد أرست دائرة الفنون والثقافة الوطنية في منظمة التحرير ، برئاسة إسماعيل شمّوط، نهجاً مؤسسياً لتنظيم المعارض الفنية، شمل تكليف الفنانين وتنظيم المعارض الدولية. وصار الفن أداة محورية في نقل الرواية الفلسطينية، وكان في أكثر الأحيان يرافق البعثات الدبلوماسية والمؤتمرات السياسية.
ومنذ أواخر الستينيات، بدأت المعارض الفلسطينية تكتسب حضوراً دولياً واسعاً وتحظى باهتمام عالمي متزايد.وساعد الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين (الذي أُسس في سنة 1969) في تنظيم معارض تضامن مع حركات التحرير في شتى أنحاء العالم. وكانت هذه المعارض جزءاً من إستراتيجيا ثقافية أوسع نطاقاً، عززت الجهود الدبلوماسية لمنظمة التحرير الفلسطينية من خلال التركيز على صمود الفلسطينيين وإبراز هويتهم الثقافية. كما نظمت دائرة الثقافة في منظمة التحرير عروض أفلام ومعارض للملصقات وعروضاً تراثية، دمجت الثقافة البصرية في النضال الوطني.
ومن أبرز هذه الفاعليات المعرض التشكيلي العالمي من أجل فلسطين
الذي أقيم سنة 1978 في جامعة بيروت العربية
وكان قيِّمه ناصر السومي
، بمشاركة مديرة قسم الفنون التشكيلية الفنانة منى السعودي
والفنان الفرنسي
تحت إشراف إسماعيل شمّوط في دائرة الفنون والثقافة الوطنية ومنى السعودي في قسم الفنون التشكيلية، صارت المعارض أداة إستراتيجية لتأكيد الأبعاد الثقافية والإنسانية للنضال الفلسطيني وترسيخه كعنصر محوري في دوائر التضامن والخطاب السياسي العالمية. وقد مثّلت هذه المعارض، التي غالباً ما نُظمت بالتنسيق مع مكاتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية، نقلة نوعية في المشاركة الثقافية الدولية للمنظمة. (وقد تناول شمّوط هذه المعارض في مقالات نقدية في دوريات مثل مجلة شؤون فلسطينية
الصادرة عن مركز الأبحاث الفلسطيني
). ومن الأمثلة البارزة معرض الفن الشعبي الفلسطيني سنة 1979
الذي أقيم في
وداخل فلسطين، نشطت إقامة المعارض أيضاً على الرغم من الرقابة العسكرية الإسرائيلية. فقد نظمت رابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين
(التي أُسست في سبعينيات القرن الماضي) معارض سنوية بدءاً من سنة 1975، وانتقلت العروض إلى القدس ورام الله
وغزة وعمّان
. وبرزت الحاجة إلى لجان تصميمية تُعنى بهذه النشاطات، فشكّلت رابطة الفنانين لجنة تنظيم وإدارة المعارض سنة 1979 بهدف إضفاء طابع احترافي على إستراتيجيات العرض وإثراء الثقافة الفنية وتشجيع دراسة الفن والسعي لإنشاء متحف دائم. وفي سنة 1979، افتُتحت صالة
المعارض خلال الانتفاضة الأولى (1987 – 1993)
مع اندلاع الانتفاضة الأولى
(1987-1993)، اكتسبت المعارض أهمية جديدة ومُلحة. ففي خضمّ الهبات الشعبية الواسعة، وثّقت المعارض المقاومة وكرَّمت الشهداء، وعززت الصمود الفلسطيني. وصارت المعارض السنوية لـرابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، مثل المعرض السنوي الحادي عشر سنة 1988
في مسرح الحكواتي الوطني
بالقدس، بمثابة نقطة محورية للمقاومة الثقافية. وشملت هذه المعارض معارض فرعية في حيفا
والناصرة
وأم الفحم
، وامتدت إلى القاهرة و
خلال هذه الفترة، اتجه الفنانون على نحو متزايد نحو التراكيب الفنية التجريبية والأعمال المُنفّذة في مواقع محددة، متجاوزين القيود التي فرضتها السلطات الإسرائيلية، ومعتمدين على إرسال نُسخ طبق الأصل لضمان سلامة أعمالهم الفنية وتقليل خطر مصادرتها أو فقدانها. أقيمت المعارض في مخيمات اللاجئين، والمراكز المجتمعية، وحتى المنازل الخاصة، الأمر الذي ضمن تفاعلاً واسعاً مع الجمهور، ولجأ العارضون أحياناً إلى تعليق أقمشة أو جعلها تنسدل كجزء من تصميم العرض الفني. وساهمت مجموعة "نحو التجريب والإبداع "، التي ضمت فنانين مثل نبيل عناني وسليمان منصور وفيرا تماري في وضع الأساس لإنشاء مركز الواسطي للفنون في القدس سنة 1994.
شهدت الانتفاضة أيضاً بروز الفن السياسي المباشر، وعرضت صالات العرض أعمالاً تشير صراحة إلى الاحتلال والمقاومة والاستشهاد. وصارت الملصقات والجداريات ومعارض الشارع وسائل بديلة للتعبير الفني، مستلهمة في أكثر الأحيان تقاليد الفن الثوري في
الخاتمة
بين سنني 1917 و1993، تطور تنظيم المعارض الفلسطينية إلى ممارسة ثقافية فريدة، تدمج بين الفعل المقاوم والتعبير الفني بصفته حاملاً للهوية والسردية الوطنية. فمن بداياتها تحت الحكم البريطاني إلى أن اكتست طابعاً مؤسساتياً تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، ثم إلى تكيُّفها الجذري مع الأوضاع التي استحدثتها الانتفاضة الأولى، صارت المعارض أداة قوية للتعبير عن الهوية الوطنية والثقافية والدفاع عنها على الساحة الدولية.
لم تقتصر أهمية هذه المعارض على مقاومة محاولات الطمس الاستعماري والاستيطاني فحسب، بل عملت أيضاً على ترسيخ الشعور بالهوية الجماعية بين الفلسطينيين داخل الوطن وفي الشتات. وسواء داخل فلسطين أو في المنفى، شكلت المعارض فضاءات ساهمت في بلورة الهوية الوطنية، ومقاومة محاولات الطمس الثقافي، ومنصات للتمثيل الفلسطيني وتعزيز التضامن الدولي.
بُلاّطة، كمال. "استحضار المكان: دراسة في الفن التشكيلي الفلسطيني المعاصر". تونس: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 2000.
شموط، إسماعيل. "الفن التشكيلي في فلسطين". الكويت، 1989.
As’ad, Ali T. “Exhibiting Nation: A Brief History of Palestinian Exhibition -Making in the Twentieth Century.” Journal of Palestine Studies 53, no.1 (2024): 46–67.
Khouri, Kristine and Rasha Salti, eds. Past Disquiet: Artists, International Solidarity, and Museums in Exile. Warsaw: Museum of Modern Art, 2018.
Lenssen, Anneka, Sarah Rogers, and Nada Shabout, eds. Modern Art in the Arab World: Primary Documents. New York: The Museum of Modern Art, 2018.
Tamari, Vera. "Tawfik Canaan–Collectionneur Par Excellence." In Sonja Mejcher-Atassi and John Pedro Schwartz. Archives, Museums and Collecting Practices in the Modern Arab World. London: Routledge, 2016.