جدول الأحداث الكلي

جدول الأحداث الكلي

Highlight
مخيم البداوي
لبنان

يطل مخيم البداوي على مدينة طرابلس، عاصمة الشمال، من موقعه على هضبة في منطقة البداوي. وهو المخيم الثاني في محافظة لبنان الشمالي بعد مخيم نهر البارد الذي تفصله عنه مسافة نحو 12 كلم، بينما يبعد البداوي عن مدينة طرابلس نحو 7 كلم.

نشأة المخيم

تأسس مخيم البداوي سنة 1955 على أرض لا تتعدى مساحتها كلم2 واحد استأجرتها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى، (الأونروا)، لإيواء اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجّروا إلى لبنان في إثر نكبة 1948. وهو يجاور منطقة البداوي التي كُنيّ باسمها، وتحيط به مناطق القبة وجبل محسن والفوار والعيرونية ومنطقة تلة المنكوبين ووادي النحلة، والبحر غرباً.

وتقوم في المنطقة المجاورة للمخيم مؤسسات عديدة، منها شركة تكرير النفط (IPC)، ومحطة دير عمار للكهرباء، وثكنة بهجت غانم للجيش اللبناني والجامعة اللبنانية والمستشفى الحكومي.

وللمخيم مدخلان رئيسيان: المدخل الجنوبي: الواصل مع منطقة القبة وجبل محسن والمنكوبين. والمدخل الشمالي: الواصل مع منطقة جبل البداوي والفوار والعيرونية ومنطقة البداوي ووادي النحلة. يضاف إليهما بعض الطرق الفرعية التي تؤدي إلى المخيم.

أمّا تسمية المخيم فقد اكتسبها من اسم منطقة البداوي التي أُنشئ فيها، وتتعدد الروايات عن أصل تلك التسمية، ومنها أنها تعود إلى ضريح أحد الرجال الصالحين الذي قدم من البادية وأقام بالمنطقة.

السكان

في الحديث عن سكان المخيم يبرز تساؤل مهم: من أين جاءت العائلات التي سكنت المخيم، وخصوصاً أن فترة تقارب السبع سنوات تفصل بين التهجير في سنة 1948 وإنشاء المخيم في الخمسينيات. تشير المعلومات إلى أن سكان مخيم البداوي وفدوا إليه من منطقتين: المجموعات الأولى من منطقة طرابلس القريية، حيث لجأت العائلات في البداية إلى المساجد القديمة في منطقة خان العسكر، وإلى الأحياء الفقيرة في منطقة الميناء. وشكّل فيضان نهر أبو علي الذي ألحق أضراراً بالغة بمنطقة خان العسكر سبباً رئيسياً لانتقال العائلات إلى المخيم الجديد. أمّا المجموعات الثانية فاستُقدمت من منطقة البقاع القاسية البرودة.

 كان المخيم في بداياته عبارة عن "براكسات" أُسكنت فيها العائلات وحصلت كل منها على "نمرة" بعد عملية الإحصاء والتسجيل الرسمي في سجلات الأونروا، ومع مرور الوقت تحوّلت "البراكسات" إلى منازل مبنية.

تنحدر عائلات المخيم من قرى منطقة الجليل ومدن عكا وصفد وحيفا ويافا وقراها، وأهمها: البروة والخالصة والجش وسحماتا وشفاعمرو وصفورية والبويزية وجاحولا وسهل الحولة والصفصاف وعين الزيتونة وشَعب والناعمة والظاهرية.

وقد شكّل أبناء هذه القرى تجمعات عائلية أبرزها: سليمان؛ عبد الغني؛ زيد؛ أبو لبدة؛ سرحان؛ السعيد؛ عودة؛ طالب؛ الصادق؛ طرابلسي؛ شحادة؛ جمعة؛ الخطيب؛ سويدان؛ الهنداوي؛ اليماني؛ حسون، مرعي، الخطيب؛ الشعبي؛ الشهابي؛ شعبان؛ كايد، منصور؛ الوني؛ السوسي؛ جابر؛ بهيج؛ داوود؛ وغيرها ....

بالنسبة إلى عدد سكان المخيم، فمما لا شك فيه أن العدد ازداد بنسبة كبيرة منذ تأسيسه إلى الآن. وقد جاء في التعداد العام الذي أجرته لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني في سنة 2017 بالتعاون مع إدارة الإحصاء المركزي في لبنان والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن عدد سكان المخيم 17,995 بمن فيهم: 9740 من سكان المخيم، و1367 من الفلسطينيين اللاجئين من سوريا، و630 لبنانياً، و6193 سورياً و65 من جنسيات أُخرى. وحالياً، تشير مصادر الأونروا إلى وجود نحو 16,500 لاجئ من المسجلين رسمياً في سجلاتها، لكن مصادر اللجنة الشعبية في المخيم تؤكد أن العدد الحالي للمقيمين في المخيم يتجاوز هذا الرقم بكثير، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن مخيم البداوي شكّل ملاذاً لكثير من العائلات الفلسطينية التي انتقلت إليه خلال سنوات الحرب الأهلية في لبنان وخصوصاً من مخمي النبطية الذي دمرته الطائرات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني، ومن مخيم تل الزعتر الذي شهد مجزرة مريعة في سنة 1976.

وخلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان في سنة 1982، استقبل المخيم أعداداً جديدة من اللاجئين، أمّا العدد الأكبر من الوافدين إليه فكان في سنة 2007 عندما اندلعت أحداث مخيم نهر البارد. فتشكلت كتلة سكانية إضافية، وذكرت مصادر الأونروا أن عدد سكان المخيم وصل حينها إلى نحو 30.000 لاجئ. وجاءت أخيراً الأزمة السورية لتضيف عبئاً جديداً على المخيم الذي استقبل عشرات العائلات الفلسطينية والسورية.

وتشير مصادر اللجنة الشعبية في المخيم إلى أن نسبة السوريين في المخيم تجاوزت الـ 30%، يضاف إليها عدد لا بأس به من العائلات اللبنانية الفقيرة التي اختارت السكن في المخيم. وبهذا يمكن الجزم بأن المخيم بات يضم خليطاً مجتمعياً من الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين.

البناء والتطور العمراني

على هذه المساحة الصغيرة بنت الأونروا بيوتاً متلاصقة أفقياً، وكان يتم توزيع الغرف بحسب عدد أفراد العائلة، لكنها في جميع الأحوال لم تكن تتعدى الغرفتين. ومع مرور الزمن وزيادة الكثافة السكانية، شهد المخيم حركة عمران عشوائية فامتد البناء عمودياً وأفقياً. ومع ذلك، فإن المخيم يمتاز بنظام طرق وبنى تحتية أفضل من غيره، كما أن شوارعه الداخلية تُعتبر واسعة مقارنة بشوارع وأزقة المخيمات الأُخرى.

داخلياً، يقسم المخيم إلى أربع قطاعات: أ؛ ب؛ ج؛ د. ويضم كل قطاع مجموعة من الأحياء، منها ما يحمل أسماء قرى فلسطينية مثل: حي شفاعمرو، وحي الظاهرية، وحي الجش، وحي سحماتا، وحي صفورية. ومنها ما يحمل أسماء بعض العائلات، مثل: حي آل شتلة، وحي آل خضراوي، وبنايات أبو نعيم. ومنها ما يحمل أسماء مخيمات أُخرى اضطر سكانها إلى مغادرتها، مثل: تجمع أهالي النبطية، وحي تل الزعتر.

أمّا شوراع المخيم الرئيسية فهي: الشارع العام الذي يربط بين المدخلين الشمالي والجنوبي، وشارع السوق، وشارع الريناوي، وشارع أبو الفوز، وشارع القدس، وشارع اللجنة الشعبية.

والجدير ذكره أن الجيش اللبناني لا يقيم حواجز على مداخل المخيم فهي تقع ضمن مسؤولية القوى الأمنية المشتركة في المخيم التي تشرف عليها الفصائل الفلسطينية في منطقة الشمال. لكن القادم إلى البداوي لا بد أن يمر على حاجزين للجيش على مقربة من المدخلين.

الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية

لا تختلف الأوضاع الاقتصادية في مخيم البداوي عن غيرها من المخيمات، وخصوصاً في ظل الأزمة الخانقة التي يمر بها لبنان منذ أواخر سنة 2019. وتنعكس هذه الأزمة على مناحي الحياة كافة، بل هي تظهر أكثر سوءاً في المخيمات التي ترزح أصلاً تحب عبء الكثافة السكانية وتراجع الخدمات.

ويساعد انتشار عدد كبير من أبناء المخيم في دول الاغتراب، وخصوصاً في أوروبا في التخفيف بعض الشيء من الضائقة الاقتصادية الخانقة من خلال المساعدات المادية وبرامج كفالة الأيتام والتكافل الأسري. وهناك تجمعات تشرف على التواصل مع أبناء المخيم وتأمين المساعدات، مثل تجمع أبناء وشباب وأصدقاء مخيم البداوي.

لعمل

عندما أُنشئ المخيم، وجد القسم الأكبر من سكانه فرص عمل في المهن البسيطة كالبناء والزراعة وغيرها من الأعمال التي كان مسموحاً للفلسطيني القيام بها. وفي سبعينيات القرن الماضي، شكّل وجود التنظيمات الفلسطينية في المخيمات رافعة اقتصادية كبيرة، إذ فُتحت مجالات عمل عديدة، وخصوصاً في مؤسسات منظمة التحرير وسائر الفصائل الفلسطينية.

أمّا حالياً، فترتفع نسبة البطالة في المخيم لدى مختلف الفئات العمرية، ولا سيما الفئات الشابة من خريجي الجامعات والمعاهد الباحثين عن فرص عمل في المخيم وخارجه. وهي فرص تبدو ضئيلة إن لم تكن بعيدة المنال بسبب الأزمات الاقتصادية من ناحية، ومن ناحية ثانية بسبب قوانين العمل التي تفرضها السلطات اللبنانية والتي تحرم اللاجئ الفلسطيني من ممارسة أكثر من 70 وظيفة ومهنة.

وتؤدي نسب البطالة المرتفعة إلى ارتفاع نسبة الفقر وإدراج نسبة كبيرة من عائلات المخيم في خانة "تحت خط الفقر". وتحتاج هذه العائلات إلى مساعدات مادية وغذائية وطبية بصورة دائمة. أمّا العاملون، فمعظمهم يعمل في مجالات تختلف عن مجال التخصص. وبحسب اتحاد نقابات عمال فلسطين في الشمال، يبلغ عدد العمال الفلسطينيين حالياً نحو 6000 عامل في مخيم البداوي.

يتوزع العمّال على عدة مهن، منها مهنة البناء، إذ يعمل قسم لا بأس به في ورش البناء في مدينة طرابلس ومنطقة الشمال. ويعمل قسم آخر كسائقي سيارات أجرة ضمن منطقة المخيم فقط، إذ لا يُسمح لهم بالعمل خارج هذا النطاق، لأنه يُمنع على الفلسطيني الحصول على رخصة قيادة عمومية.

ويجد قسم آخر فرصة العمل في مؤسسات الأونروا في عدة مجالات، تبدأ من أعمال النظافة والحراسة وصولاً إلى التعليم والتمريض والطب وغيرها، وفي المؤسسات الأهلية، ومؤسسات منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية. وهناك فئة أُخرى تعمل في محلات بيع الألبسة وتزيين الشعر وغيرها. ويُشار هنا إلى مشروع "العمل في مقابل المال"، الذي تدعمه الوكالة الألمانية للتنمية بالتنسيق مع الأونروا. وهو مشروع بدأ سنة 2021 ويهدف إلى منح فرصة عمل لأبناء المخيمات على أساس المداورة كل شهرين، يحصل العامل في نهايتها على مبلغ من المال بالدولار الأميركي. وتُظهر الأرقام حجم التهافت الكبير على التسجيل في هذا المشروع من شابات وشباب المخيمات للحصول على فرصة عمل محصورة في أعمال النظافة وما شابه. وبحسب المصادر فإن طالبي العمل بينهم طلاب جامعات يسعون لتسديد رسوم الدراسة.

وينتشر في المخيم عدد من المتاجر الصغيرة التي تتنوع بين محال لبيع المواد الغذائية والمطاعم والخضروات واللحوم والحلويات، إلى محلات الألبسة، وتزيين الشعر، ومحلات بيع وصيانة الهواتف الخلوية وتقديم خدمات الإنترنت، ومحلات تكرير المياه التي وصل عددها إلى نحو 9 محلات.

الصحة

تُشرف الأونروا على الخدمات الصحية في المخيم من خلال مستوصف واحد (العيادة) يستقبل المرضى يومياً، وهو يضم قسماً للأمراض النسائية وعيادة طب أسنان وعيادة لطب العيون، بالإضافة إلى مختبر للتحاليل الطبية، وصيدلية تؤمّن الأدوية، وخصوصاً أدوية الأمراض المزمنة. ويداوم في العيادة أربعة أطباء يومياً، كما تتعاقد الأونروا مع عدد من المستشفيات في الشمال لتحويل المرضى إليها.

وفي المخيم مستشفى أنشأته منظمة التحرير الفلسطينية، هو مستشفى صفد التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الذي يؤمّن الخدمات الطبية في أقسام الطوارئ والعمليات والتوليد والعلاج الفيزيائي، ويضم مختبراً وصيدلة وعيادات تخصصية، وعيادة طب أسنان، وقسماً للتصوير الشعاعي. ويستفيد من خدمات المستشفى آلاف المواطنين سنوياً من مختلف الجنسيات.

وهناك أيضاً مستوصفات طبية تابعة للفصائل الفلسطينية، منها مستوصف الشفاء الطبي التابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومستوصف العناية الطبية التابع لحركة "حماس". كما تشرف مؤسسة الصمود على مركز لعلاج الأسنان. كما يوجد في المخيم 13 صيدلية خاصة.

لكن المؤلم في مخيم البداوي انتشار الأمراض المزمنة والمستعصية كالسكري والقلب والضغط وأمراض الكلى والسرطان، بالإضافة إلى الأمراض النفسية.

التعليم

تشرف الأونروا على مؤسسات التعليم في المخيم التي تضم مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية تستقبل أبناء المخيم، وهي: أربع ابتدائية، وثلاثة متوسطة، وثانوية واحدة. ويلتحق أبناء المخيم بالجامعات والمعاهد اللبنانية في المنطقة بعد انتهاء المرحلة الثانوية. وعلى الرغم من تراجع مستوى الدراسة إلى حد ما في مختلف مدارس الأونروا في السنوات الأخيرة، أولاً بسبب سياسة التعليم عن بعد التي فرضتها جائحة كورونا، وثانياً بسبب تراجع خدمات الأونروا نتيجة نقص التمويل، فإن طلاب المرحلة الثانوية في المخيم يحققون نتائج جيدة على مستوى الامتحانات الرسمية في لبنان.

ويحصل الطلاب المتفوقون على منح دراسية جامعية من عدة جهات، أهمها: الأونروا؛ صندوق الطلبة الفلسطينيين؛ صندوق الرئيس محمود عباس، وغيرها ....

ويضم المخيم عدداً لا بأس به من الروضات التي تشرف عليها الجمعيات الأهلية والفصائل وتستقبل أطفال المخيم في مرحلة ما قبل المدرسة. ومن هذه الروضات: الخالصة؛ أطفال فلسطين؛ دريم؛ العصرية؛ الإسراء؛ الأقصى؛ غسان كنفاني؛ النجدة الشعبية، بيت أطفال الصمود؛ طيور الجنة.

الخدمات العامة

المياه

تتوفر المياه في المخيم من خلال 11 بئراً تغذي خزانات مياه مركزية يتم عبرها توزيع المياه على الشبكات الداخلية للمنازل، وتشرف الأونروا عليها بالتنسيق مع اللجنة الشعبية. لكن هذه الآبار تعاني حالة جفاف خلال الصيف، وقلة الأمطار في فصل الشتاء. لهذا يعمد الأهالي إلى شراء المياه، وخصوصاً مياه الشرب.

الكهرباء

على الرغم من وجود محطات للكهرباء في المخيم تابعة لشركة كهرباء قاديشا اللبنانية، فإن المخيم يعاني أزمة خانقة على صعيد تأمين الكهرباء كما هو الوضع خارج المخيمات أيضاً. ومن المفروض أن تغذي المحطات المخيم والمناطق المجاورة التي تسكنها عائلات فلسطينية ولبنانية وسورية، لكنها لا تلبي الحاجات بسبب الكثافة السكانية والضغط الكبير على الشبكة وهو ما يتسبب بأعطال شبه دائمة. ويلجأ السكان إلى تأمين الكهرباء من خلال الاشتراك في المولدات الخاصة وما تساهم به اللجنة الشعبية والفصائل في المخيم.

البنى التحتية

تشرف الأونروا على مكتب الصحة العامة الذي يقوم بأعمال جمع النفايات وصيانة أقنية الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار، ورش المبيدات وتشغيل محطات المياه، وإجراء فحوصات مخبرية دورية للآبار. وبسبب الكثافة السكانية المتزايدة، عمدت الأونروا إلى توسيع نطاق خدماتها لتتواءم مع هذه الزيادة.

المنظمات والجمعيات الأهلية

ينشط عدد من المنظمات الأهلية والجمعيات في مخيم البداوي. وتتركز خدماتها بصورة خاصة في النشاطات الخاصة بالنساء والأطفال والدعم الأسري. وتشمل هذه النشاطات التدريب المهني، والمحاضرات التوعوية وبرامج الدعم النفسي والدعم المادي وتوزيع المساعدات الإغاثية، وكفالة الأيتام، والعناية بذوي الحاجات الخاصة، ونشاطات ترفيهية. وأبرز هذه الجمعيات: جمعية البرامج والأنشطة النسائية؛ جمعية النجدة الاجتماعية؛ جمعية نبع؛ بيت أطفال الصمود؛ جمعية التأهيل المجتمعي؛ جمعية الغوث الإسلامية؛ مؤسسة دروبس.

من اللافت في مخيم البداوي وجود عدد من المراكز الكشفية والنوادي الرياضية. فهناك مثلاً: مركز القادسية الكشفي والإرشادي؛ مركز جنين الكشفي الذي ينظم معسكرات صيفية، وينظم حملات عمل تطوعي في مجال النظافة العامة، بالإضافة إلى تنظيم دورات لتعلّم الموسيقى؛ النادي الثقافي الفلسطيني الذي ينظم دورات تدريب على الشطرنج، وينشط في مجال الخدمات الإغاثية؛ مؤسسة غسان كنفاني وتشمل نشاطاتها التربية والتعليم في مراحل الطفولة المبكرة، ودورات ترفيهية وثقافية.

أمّا النوادي الرياضية فأبرزها: نادي الهلال الفلسطيني، نادي أشبال فلسطين، نادي شبيبة فلسطين، نادي النضال الفلسطيني، نادي القدس الرياضي، نادي الدرّة. وتُعتبر رياضة كرة القدم الرياضة المشتركة بين جميع هذه النوادي، لكن المؤسف أن هناك ملعب كرة قدم وحيد، هو ملعب فلسطين الذي يحتاج إلى الصيانة والترميم، وهو المتنفس الوحيد لأبناء المخيم. وتحتل هذه النوادي مواقع متقدمة في المنافسات الرياضية التي تجري في منطقة الشمال، وقد حظي عدد من اللاعبين الفلسطينيين بشهرة في المباريات على مستوى مدينة طرابلس وفرقها.

الإدارة في المخيم

بينما تتولى الأونروا مسؤولياتها المحددة في الخدمات الحياتية، تتولى اللجنة الشعبية في المخيم تسيير الشؤون السياسية والأمنية. وتضم اللجنة مندوباً عن كل فصيل فلسطيني، ومسؤولاً عن كل حي من أحياء المخيم. واللجنة عبارة عن مجلس بلدي مصغر تتوزع فيه المهمات على الأعضاء. وتتابع شؤون المخيم من خلال اجتماعات دورية، واجتماعات طارئة، وتنسق مع الأونروا والمؤسسات غير الحكومية في المخيم، كما تنسق مع الجهات الأمنية اللبنانية ومع البلديات اللبنانية المجاورة.

الواقع الديني

في مخيم البداوي خمسة مساجد يؤمها أبناء المخيم. وهناك لجنة لرعاية الشؤون الدينية متفرعة من اللجنة الشعبية للمخيم، تتواصل مع دائرة الأوقاف الإسلامية في طرابلس، وتشرف على تنظيم عمليات الدفن بسبب تقلّص المساحة المخصصة للمقبرة. وتقوم اللجنة الدينية أيضاً بمهمات اجتماعية منها ما يتعلق بقضايا الطلاق والإرث والمشكلات التي تنشأ بين العائلات داخل المخيم.

الاعتداءات الإسرائيلية على المخيم

منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، أصبحت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هدفاً دائماً للاعتداءات الإسرائيلية. ولم يشفع لمخيم البداوي بعده عن الحدود مع فلسطين، إذ نال نصيبه من الاعتداءات. ففي سنة 1972 تعرض لعملية إنزال جوي استهدفت مواقع الفصائل الفلسطينية في المخيم. كما شنّت الطائرات الإسرائيلية غارات على المخيم في سنوات 1973 و1976 و1996 وهو ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا من أبناء المخيم.

مشكلات تبحث عن حلول

أدى تفاقم الأوضاع في مخيم البداوي، وفي مخيمات لبنان بصورة عامة، إلى بروز عدد من المشكلات التي باتت تؤرق سكان المخيمات وتستدعي جهوداً لمعالجتها. وأهم هذه المشكلات ظاهرة تعاطي المخدرات، والهجرة غير الشرعية.

المخدرات

تُعتبر آفة المخدرات من المشكلات الكبيرة التي عانى جرّاءها سكان المخيم. وتكمن خطورتها في المقام الأول في استهداف الفئات الشابة. وقد أدت هذه الظاهرة إلى تداعيات سلبية على مجتمع المخيم وتقاليده، مثل السرقات وترويج المخدرات والإشكالات الفردية التي تصل إلى حد إطلاق النار واستخدام أدوات مثل السكاكين والعصي.

وتؤكد مصادر اللجنة الشعبية على المتابعة الحثيثة وعلى الإجراءت التي تتخذها المرجعيات الأمنية والدينية في المخيم لتخفيف انعكاسات هذه الظاهرة، وتشير إلى أن هذه الجهود أدت فعلاً إلى الحد منها نوعاً ما.

كما تنظم مؤسسات المجتمع المحلي بالتنسيق مع الأونروا ندوات توعوية حول مخاطر المخدرات وتأثيرها السلبي وخطرها على حياة سكان المخيم. وعُقدت لهذه الغاية عدة اجتماعات تنسيقية فلسطينية- لبنانية مع مناطق جوار المخيم، وخصوصاً بلديتي البداوي ووادي النحلة ومناطق المنكوبين وجبل البداوي لوضع خطة مشتركة تحمي المخيم وجواره من هذه الظاهرة.

الهجرة غير الشرعية

لا شك في أن صعوبة الأوضاع تضطر شباب المخيمات إلى البحث عن ملاذات آمنة بعيداً عن لبنان. وخلال السنوات الماضية نشطت حركة الهجرة غير الشرعية من المخيمات سواء عبر البحر أو عبر المطار من خلال أشخاص يعملون على تسهيل هذا النوع من الهجرة. وفي حين تمكّن عدد من أبناء المخيم من الوصول إلى وجهتهم في أوروبا، ذُكر بعض حالات وفاة في طريق الهجرة.

علاقة المخيم بالمحيط

يمكن القول أن منطقة الجوار التي تحيط بالمخيم تتداخل مع المخيم، إذ يقطن العديد من العائلات الفلسطينية في جبل البداوي والمنكوبين ووادي النحلة والفوار، كما أن عائلات لبنانية تسكن المخيم. وبالتالي فإن العلاقات بين المخيم وجواره جيدة. وهناك تواصل بين مرجعيات المخيم وبلديات البداوي ووادي النحلة، ولقاءات مستمرة بهدف تعزيز العلاقة ومواجهة المشكلات التي تواجه الطرفين والحؤول دون أي توتر بين المخيم وجواره.

****

لا تختلف يوميات مخيم البداوي كثيراً عن يوميات المخيمات الأُخرى، فسكانه الذين تعودوا على العيش في مساحة كلم2 واحد، يحرصون على إحياء مناسباتهم الوطنية والدينية، فينفذون الاعتصامات تضامناً مع أبناء شعبهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويتظاهرون وينظمون المسيرات والمعارض التراثية في ذكرى النكبة وفي يوم الأرض. ويزينون منازلهم بكل ما يجسّد فلسطين حية في ذاكرتهم. وتحكي جدران مخيمهم قصص النكبة المستمرة لتذكّر المقيم والزائر بأن هذا المكان ليس جزءاً من قضية فقط، بل هو شاهد عليها.

جدول الأحداث الكلي
E.g., 2024/06/19
E.g., 2024/06/19

الحكم العثماني

1500

1600

1700

1800

1810

1820

1830

1840

1850

1860

1870

1880

1890

1900

1901

1902

1903

1904

1905

1906

1907

1908

1909

1910

1911

1912

1913

1914

1915

1916

الاحتلال البريطاني وعهد الانتداب المبكر

1917

1918

1919

1920

1921

1922

1923

1924

1925

1926

1927

1928

1929

1930

1931

1932

1933

1934

1935

عهد الانتداب المتأخر

1936

1937

1938

1939

1940

1941

1942

1943

1944

1945

1946

حرب فلسطين والنكبة

1947

1948

1949

ارتدادات حرب فلسطين والصراع العربي-الإسرائيلي

1950

1951

1952

1953

1954

1955

1956

1957

1958

1959

1960

1961

1962

1963

1964

1965

صعود الحركة الفلسطينية في أعقاب هزيمة حزيران العربية

1966

1967

1968

1969

1970

1971

1972

من الشعور بالانتصار إلى سلام منفصل وحرب أهلية

1973

1974

1975

1976

1977

1978

1979

1980

1981

منظمة التحرير الفلسطينية: هزيمة، وانشقاقات، وبقاء

1982

1983

1984

1985

1986

الانتفاضة الأولى وبداية المفاوضات الاسرائيلية-الفلسطينية

1987

1988

1989

1990

1991

1992

مسار أوسلو وإنشاء السلطة الفلسطينية

1993

1994

1995

1996

1997

1998

1999

انتفاضة الأقصى ونهاية حقبة في السياسة الفلسطينية

2000

2001

2002

2003

2004

2005

سلطة فلسطينية منقسمة، وهجمات إسرائيلية على غزة، وانتكاسات عملية السلام

2006

2007

2008

2009

2010

2011

2012

2013

2014

2015

2016

أمام مأزق يزداد استعصاء، فلسطين إلى أين؟

2017

2018

2019

2020