مكان

لوبيا

مكان
لُوبْيا
اللواء
الجليل
المحافظة
طبريا
متوسط الارتفاع
300 م
المسافة من طبريا
10.5 كم
تعداد السكان
السنة عرب المجموع
1931 1850
1944/45 2350
ملكية الأرض (1944/45) بالدونم
السنة عرب يهود عام المجموع
1944/45 32895 1051 5683 39629
إستخدام الأرض (1944/45) بالدونم
الإستخدام عرب يهود عام المجموع
المناطق غير صالحة للزراعة والمبنية (المجموع)
الإستخدام عرب عام المجموع
غير صالحة للزراعة 6 5448 5454
البناء 208 2 210
214 5450 5664 (14%)
مزروعة/صالحة للزراعة (المجموع)
الإستخدام عرب يهود عام المجموع
حبوب 31026 1051 233 32310
الأراضي المزروعة والمروية 1655 1655
32681 1051 233 33965 (86%)
عدد المنازل (1931)
405

كانت القرية تنهض على قمة تل صخري مستطيل الشكل، يمتد من الشرق إلى الغرب، وتشرف على سهل ترعان من جهة الجنوب. وكانت تنقسم قسمين: شرقي وغربي، تفصل بينهما طريق فرعية كانت تصل القرية بطريق طبرية – الناصرة العام. وقد عرفها الصليبيون باسم لوبيا (Lubia). وإلى لوبيا نُسب أبو بكر اللوبياني، العالم الديني الذي اشتهر في القرن الخامس عشر للميلاد، والذي درَّس علوم الدين في دمشق. في سنة 1596، كانت لوبيا قرية في ناحية طبرية (لواء صفد)، وعدد سكانها 1177 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على الماعز وخلايا النحل، وعلى معصرة كانت تُستخدم لعصر الزيتون أو العنب . في سنة 1743، توفي في لوبيا سليمان باشا، والي دمشق، وهو في طريقه لمحاربة ظاهر العمر الذي صار حاكم فلسطين الشمالية الفعلي لمدة قصيرة، في النصف الثاني من القرن الثامن عشر . في أوائل القرن التاسع عشر، وصف الرحالة البريطاني بكنغهام لوبيا بأنها قرية كبيرة قائمة على رأس تل . وقد أشار الرحالة السويسري بوركهارت (الذي كتب في سنة 1822) إلى نبات الخرشوف (الأرضي شوكي) البري الكثير، والذي يغطي السهل الذي كانت القرية تقع فيه .

في وقت لاحق من القرن التاسع عشر، وُصفت لوبيا بأنها قرية مبنية بالحجارة على حرف من الصخر الكلسي الأبيض. وكان سكانها، الذين تراوح تقدير عددهم بين 400 و700 نسمة، يعنون بزراعة التين والزيتون . وكانت المنازل القديمة العهد متجمهرة في القسم الشرقي من القرية (ومثلها المنازل الأحدث عهداً التي أُنشئت في فترة الانتداب البريطاني). ولعل ذلك يُعزى إلى كون هذا القسم مشرفاً على أراضي القرية الزراعية. وكان سكان القرية في معظمهم من المسلمين. في سنة 1895، أيام العثمانيين، أُنشئت مدرسة ابتدائية في القرية، وظلت تعمل في عهد الانتداب البريطاني؛ وخلال هذه الفترة أيضاً كانت لوبيا تُعتبر ثانية كبرى القرى في قضاء طبرية من حيث المساحة.

كان اقتصاد القرية يعتمد على الزراعة، إذ كانت أراضيها خصبة، وقمحها ذائع الصيت في المنطقة. وكان القمح يزرع في حقول منخفَض ترعان، بينما كان شجر الزيتون يُستنبت على المنحدرات الجبلية شمالي القرية. في 1944/ 1945، كان ما مجموعه 31026 دونماً مخصصاً للحبوب، و1655 دونماً مروياً أو مستخدَماً للبساتين.  

كانت القرية مبنية فوق بقايا مواضع كانت آهلة سابقاً، ولذلك كانت موقعاً أثرياً. وعلى بعد كيلومترين إلى الشرق من القرية كانت أطلال بناء يعرف بخان لوبيا (192242)، يحتوي على بقايا حوض وصهاريج وحجارة بناء كبيرة الحجم. ومن الأرجح أن هذا الموقع كان خاناً أيام العثمانيين.

نشرت الصحافة الفلسطينية نبأ هجوم قامت القوات الصهيونية به على لوبيا ليل 20 كانون الثاني/ يناير 1948، وقُتل نتيجته واحد من سكان القرية. واستناداً إلى نبأ ورد في صحيفة 'فلسطين'، فإن هذه الغارة المبكرة قد نُسِّقت مع غارة أُخرى شُنَّت على قرية ترعان المجاورة. كما حدث اشتباك آخر عند مشارف لوبيا صبيحة 24 شباط/ فبراير؛ إذ جرت مناوشة مع قافلة يهودية دامت أربع ساعات وخلَّفت قتيلاً وجريحَين من العرب، فضلاً عن إصابات عدة بين رجال القافلة؛ وذلك أيضاً استناداً إلى رواية صحيفة 'فلسطين'. كما وقع هجوم آخر في الأسبوع الأول من آذار/ مارس 1948. ويذكر المؤرخ الفلسطيني عارف العارف أن جنود الهاغاناه حاولوا أن يشقوا طريقهم عنوة عبر الطريق الممتد بين طبرية والشجرة، وأغاروا على لوبيا عند الفجر. وقد بلغوا المشارف الغربية للقرية، لكن سكانها تصدّوا لهم فقتلوا سبعة منهم في حين فقدوا ستة. كذلك أوردت صحيفة 'فلسطين' نبأ تسلل آخر في 11 آذار/ مارس، مُهِّد له بقصف مدفعي.

بعد سقوط طبرية في أواسط نيسان/ أبريل 1948، شعر سكان لوبيا بأنهم باتوا معزولين، فالتفتوا إلى الناصرة طلباً للمعونة والإرشاد؛ وهو ما ذكره سكان القرية أنفسهم. فقد قالوا للمؤرخ الفلسطيني نافذ نزال إن هجوماً آخر على لوبيا وقع في 10-11 حزيران/ يونيو، قبيل ابتداء الهدنة الأولى في الحرب. وفي الوقت نفسه، هاجم جيش الإنقاذ العربي مستعمرة سجرة الواقعة إلى الجنوب الغربي. وقد ذكر السكان أن وحدة من المشاة الإسرائيليين اتخذت مواقع لها في الطرف الجنوبي للقرية، لكنها انسحبت بحلول الليل في 11 حزيران/ يونيو. كما شاركت ميليشيا القرية، لمدة وجيزة، جيش الإنقاذ العربي في هجومه على سجرة، لكنها عادت لحماية القرية في أثناء الهدنة .

بعد انتهاء الهدنة، شنّت القوات الإسرائيلية عملية ديكل (أنظر عمقا، قضاء عكا). وفي 16 تموز/ يوليو، جاء بعض السكان بنبأ سقوط الناصرة. وقد 'ذُعر' سكان القرية، بحسب ما جاء على لسان بعض من أُجريت مقابلات معهم بعد خمسة وعشرين عاماً، وطلبوا المعونة العسكرية من فرق جيش الإنقاذ العربي المرابطة في الجوار، لكن طلبهم لم يُسْتَجَب. وفي ليل 16 تموز/ يوليو، غادروا في معظمهم متجهين إلى قريتي نمرين وعيلبون ومنهما إلى لبنان، مخلِّفين وراءهم ميليشيا القرية وبعض المسنّين. وعندما اقتربت إحدى الوحدات الإسرائيلية المدرعة من القرية في اليوم التالي، قررت الميليشيا القليلة السلاح أن تنسحب. وقال شهود عيان إن القوة الإسرائيلية المحتلة قصفت القرية قبل دخولها، ثم دمرت بعض المنازل وصادرت بعضها الآخر. وقد لجأ بعض المسنِّين إلى كهف قريب، وهرب عدد قليل منهم لاحقاً، ولا يُعلم شيء عن مصير الباقين. ويقول 'تاريخ حرب الاستقلال' إن 'لوبيا... سقطت من دون قتال، وفُتح الطريق أمامنا إلى طبرية' .

أُنشئت مستعمرة لافي (191243) في سنة 1949، على القسم الشمالي الشرقي من أراضي القرية .

غرس الصندوق القومي اليهودي، وهو الذراع المختصة باستملاك الأراضي وإدارتها في المنظمة الصهيونية العالمية، غابة صنوبر لافي في الجهة الغربية من الموقع، كما غُرست غابة أُخرى في الجوار باسم جمهورية جنوب أفريقيا. وقد غاب حطام المنازل تحت هاتين الغابتين. ومن معالم الموقع الباقية بضع آبار متفرقة (كان سكان القرية يستخدمونها لجمع مياه الأمطار). وتنبت هناك أشجار الرمان والتين وقليل من نبات الصبّار. أمّا الأراضي المحيطة بالموقع، فيحرثها سكان المستعمرة المجاورة. وقد غُرست غابة قرب الموقع، وأُنشئ متحف عسكري تكريماً للواء غولاني، أحد ألوية الجيش الإسرائيلي. ولا يزال في الإمكان رؤية معالم الطريق الفرعية، التي كانت ذات مرة تصل القرية بطريق طبرية – الناصرة العام.

t