مكان

مجدل يابا

مكان
مَجْدَل يابا
تعرف أيضاً بإسم: مجدل الصادق
اللواء
اللد
المحافظة
الرملة
متوسط الارتفاع
110 م
المسافة من الرملة
18.5 كم
تعداد السكان
السنة عرب المجموع
1931 966
1944/45 1520 1520
ملكية الأرض (1944/45) بالدونم
السنة عرب يهود عام المجموع
1944/45 25066 596 970 26632
إستخدام الأرض (1944/45) بالدونم
الإستخدام عرب يهود عام المجموع
المناطق غير صالحة للزراعة والمبنية (المجموع)
الإستخدام عرب عام المجموع
البناء 59 59
غير صالحة للزراعة 9369 707 10076
9428 707 10135 (38%)
مزروعة/صالحة للزراعة (المجموع)
الإستخدام عرب يهود عام المجموع
الموز و الحمضيات 2443 38 2481
الأراضي المزروعة والمروية 110 110
حبوب 13085 558 263 13906
15638 596 263 16497 (62%)
عدد المنازل (1931)
227

كانت القرية تنتصب على المنحدرات الغربية لجبال نابلس، مشرفة على الطريق الدولي العام الذي كان يجتاز فلسطين من الشمال إلى الجنوب في العصور القديمة: Via Maris (طريق البحر). وقد كانت مجدل يابا على الجانب الشرقي من هذا الطريق مباشرة، كما كانت إلى الشرق من طريق عام حديث يمتد من اللد، ثم يتفرع فرعين يذهب أحدهما غرباً إلى تل أبيب ويافا، بينما يمضي الآخر شمالاً نحو طولكرم. وكان خط سكة الحديد، الممتد من اللد إلى طولكرم، يمر على بعد كيلومترين تقريباً إلى الغرب من القرية. سُمِّيت القرية بأسماء اختلفت باختلاف العصور؛ فقد سماها الرومان أفيكو بيرغوس (Aphekou Pyrgos) (برج أفيك)، بينما عرفها الصليبيون باسم كازل ميرابل (Casal Mirable). وكانت ميرابل مركزاً إدارياً مهماً عند الصليبيين، إلى أن وقعت في قبضة المسلمين سنة 1187. وقد جعلها صلاح الدين الأيوبي قاعدة انطلاق للغزوات على الصليبيين المرابطين في الساحل، وضرب خيام معسكره، قرب القلعة في سنة 1192. ثم دُمِّرت القلعة لاحقاً منعاً للصليبيين من استعمالها. وقد سمّاها الجغرافي العربي ياقوت الحموي (توفي سنة 1229) مجدل يافا. ولعل اسمها، في ذلك الزمن، كان يحيل على مدينة يافا التي كانت قريبة من القرية؛ وذلك استناداً إلى الحموي الذي ذكر أنه كان في القرية حصن عظيم . في سنة 1596، كانت مجدل يابا قرية في ناحية جبال قُبال (لواء نابلس)، وعدد سكانها أربع وأربعين نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير، بالإضافة إلى عناصر أُخرى من الإنتاج كالماعز وخلايا النحل .

في القرن التاسع عشر، كانت القرية تسمى مجدل الصادق، وذلك نسبة إلى أحد زعمائها – الصادق – شيخ آل الريان . وكان آل الريان أحد بطون قبيلة بني غازي التي هاجرت من شرق الأردن في القرن السابع عشر. وفي الخمسينات من القرن التاسع عشر، كان آل الريان يسيطرون على 22 قرية في النصف الغربي من بلاد الجماعين، وكان لهم في مجدل يابا حصن ذو قصر. لكنهم تورطوا، في أواسط الخمسينات من ذلك القرن، في حروب مع منافسين محليين وهُزموا؛ وبحلول سنة 1860، كانوا فقدوا كل نفوذهم في المنطقة . ومع أن مجدل يابا ظلت موطناً لهم إلاّ إنها لم تعد مركزاً للقوة السياسية.

في القرن التاسع عشر، كانت مجدل يابا قرية كبيرة قائمة على مرتفع من الأرض في أحد السهول. وكانت في سنة 1852 تضم، استناداً إلى روبنسون، منزلاً كبيراً لشيخها الصادق . كما لاحظ الشيء نفسه رحالة آخر بعد عقد من الأعوام . وفي أواخر القرن التاسع عشر، لاحظ زوار القرية بقايا كنيسة .

كانت القرية أشبه شكلاً بمتوازي الأضلاع. وكانت منازلها، المبنية بالطين والتبن أو بالحجارة والأسمنت، متقاربة بعضها من بعض ولا تفصل بينها إلاّ أزقة ضيقة. وكانت كل حارة من حاراتها آهلة بـ 'حمولة' من الحمائل، وتضم ديواناً لاستقبال الضيوف وللاستقبالات عامة. وكان سكان القرية في معظمهم من المسلمين، ولهم فيها مسجد (بُني سنة 1935) وعيادة طبية ومدرسة أُسست في سنة 1888 أيام العثمانيين، وأعيد فتحها في سنة 1920. وفي أواسط الأربعينات كان يؤم هذه المدرسة 147 تلميذاً.

كانت الزراعة عماد اقتصاد القرية؛ فكان سكانها يزرعون المحاصيل البعلية كالقمح والشعير والذرة والسمسم، كما كانوا يعنون بزراعة الخضروات والأشجار المثمرة، ولا سيما الحمضيات. وكانوا يروون هذه المزروعات بمياه الآبار الأرتوازية. في 1944/ 1945، كان ما مجموعه 2443 دونماً مخصصاً للحمضيات والموز، و13085 دونماً للحبوب، و110 دونمات مروية أو مستخدَمة للبساتين. وكان أهم الآثار الظاهرة في القرية حصن ميرابل الصليبي، وتل رأس العين الذي أُجريت فيه أعمال التنقيب. وقد وُجد في هذا التل مصنوعات تعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد. وكان ينهض فوق التل حصن بينا باشي العثماني، الذي بُني في سنة 1571.

في يوم احتلال الرملة نفسه، نُشر بعض الوحدات الإسرائيلية المشاركة في عملية داني في اتجاه الشمال، من أجل حماية الجناح الشمالي من العملية. وفي 12 تموز/ يوليو 1948، استولت الكتيبة الثانية من لواء ألكسندروني على مجدل يابا، منتزعة السيطرة عليها من يد القوات العراقية التي كانت تدافع عنها. وفي سياق المناورة نفسها احتُل، صباح اليوم التالي، موقع قرية رأس العين سابقاً (المهجورة منذ العشرينات). وقد ذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز'، تعليقاً على ذلك، أن وضع الجنود العراقيين 'ميئوس منه' نظراً إلى الطوق الذي فرضته القوات الإسرائيلية عليهم. وجاء في 'تاريخ حرب الاستقلال' أن 'احتلالهما [مجدل يابا ورأس العين] لم يؤد إلى بسط سيطرة الوحدات المشاركة في العملية على التلال الواقعة شمالي منطقة العمليات فحسب، بل أيضاً منحنا ينابيع اليركون [نهر العوجا] التي كانت القدس تستمد مياهها منها في الماضي.' وأشار المصدر نفسه أيضاً إلى أن القوات العراقية العاملة في هذا القطاع حاولت، فيما بعد، أن تسترد القرية لكنها صُدَّت بعد أن مُنيت 'بخسائر كبيرة' .

تقوم مستعمرة عينات، التي أُنشئت في سنة 1922، على أراض كانت تابعة للقرية تقليدياً. وفي سنة 1950، أُنشئت مستعمرة روش هعاين على أراضي القرية أيضاً، على بعد كيلومتر إلى الشمال الغربي من موقعها. وفي سنة 1953، نُقلت مستعمرة غفعت هشلوشا من موقعها الأصلي إلى موقعها الحالي على أراضي القرية. أمّا كيبوتس نحشونيم، الذي أُنشىء في سنة 1949، فيقع قريباً منها إلى الجنوب، لكن لا على أراضيها.

الموقع مغطى بأنقاض المنازل المدمَّرة وشجر التين ونبات الصبّار، وما زال الحصن، وهو بناء مهيب ذو حيطان حجرية سميكة، يتوج الموقع. ويتألف هذا الحصن من بناء مركزي متطاول يتصل من طرفيه ببضعة أبنية أصغر منه؛ وهو مهجور وتتداعى أجزاء منه. وهناك، إضافة إلى الحصن، ضريح الصادق الذي سُميت القرية تيمناً به. وللضريح مدخل ضيق عال نسبياً، وقبة مبنية على قاعدة حجرية متصدعة في مواضع عدة منها. ولا يزال قسم من مقبرة القرية قائماً، وتغطي بنية على شكل الصندوق أحد القبور.

t