سيرة

إبراهيم طوقان

سيرة

إبراهيم طوقان

1905, نابلس
2 أيار 1941, القدس

وُلدَ في قضاء نابلس. والده: عبد الفتاح طوقان. والدته: فوزية أمين عسقلان. أشقاؤه: يوسف؛ أحمد؛ رحمي؛ نمر. شقيقاته: فدوى؛ فتايا؛ أديبة. زوجته: سامية قاسم عبد الهادي. ولداه: جعفر وعُريب.

تلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشادية الغربية في نابلس، التي أمضى فيها أربع سنوات، هي سنوات الحرب العالمية الأولى، ثم انتقل، بعد الاحتلال الإنكليزي لفلسطين، إلى مدرسة المطران (مدرسة السان جورج) في القدس، وله من العمر أربعة عشر عاماً. وفيها، تَعرّف إلى الأستاذ نخلة زريق، وكان هذا ذا شخصية قومية وواسع الاطلاع على الآداب العربية والإسلامية. وصار يطّلع، بفضل شقيقه أحمد- وكان طالباً في مدرسة المطران غوبات (مدرسة صهيون) في القدس– على منتخبات الشعر القديم والحديث، وهو ما شجعه على أن ينشر في سنة 1923 أولى قصائده. 

بعد أن أنهى تحصيله في مدرسة "المطران"، التحق، سنة 1923، بالجامعة الأميركية في بيروت. وفي عامه الدراسي الثاني في الجامعة، نَظَمَ إبراهيم طوقان قصيدته في "الممرضات"، أو "ملائكة الرحمة"، فكانت أول قصيدة لفتت إليه الأنظار في لبنان. وكان قد اضطره مرضه، في ذلك العام، إلى العودة إلى نابلس قبل انتهاء الفصل الدراسي الأول. وفي أثناء مرضه، نَظَمَ تلك القصيدة ونشرها في جريدة "المعرض" التي كانت تصدر يومئذٍ في بيروت.

نال إبراهيم طوقان في سنة 1929 شهادته من الجامعة في الآداب، ثم عاد ليدرّس اللغة العربية في مدرسة النجاح الوطنية بنابلس. وبقي فيها عاماً واحداً شهدت فلسطين خلالها هبة آب/ أغسطس 1929، فأخذ ينظم الشعر الوطني، ومن أشهر قصائده آنئذ "الثلاثاء الحمراء" التي ألقاها في احتفال مدرسة النجاح السنوي، ولم يكن قد مضى أكثر من عشرة أيام على إعدام ثلاثة مناضلين شاركوت في الهبّة: فؤاد حجازي ومحمد جمجوم وعطا الزير، يوم الثلاثاء في 17 حزيران/ يونيو 1930.

عاد إلى بيروت، بعد أن عرضت عليه الجامعة الأميركية التعليم في قسم الأدب العربي، فدرّس فيها عامين (1930- 1932). وفي نهاية العام الثاني لتدريسه في الجامعة، قدّم إبراهيم استقالته من العمل، وعاد إلى فلسطين، حيث زاول مهنة التعليم في المدرسة الرشيدية في القدس. بيد أن المرض الذي أصيب به في معدته منذ أن كان طالباً في مدرسة المطران، اشتد عليه، فأجريت له عملية ناجحة في كانون الثاني/ يناير 1933 ترك التدريس بعدها وعاد إلى نابلس ليعمل سنتين في دائرة البلدية. وفي هذين العامين، نظم إبراهيم العديد من القصائد الوطنية التي كان ينشرها في جريدة "الدفاع" التي كان يُقبل عليها القراء بشغف عظيم.

في سنة 1936 ، استلم إبراهيم طوقان عمله الجديد في القسم العربي في إذاعة القدس التي تأسست في ذلك العام، ووقع الاختيار عليه ليكون مراقباً للقسم العربي فيها، فاحتضن هذا القسم، وتعهده بعنايته مدة أربع سنوات. ولعل من أهم ما قام به هناك، تصديه لفئة كانت تسعى سعيها لتنشيط اللغة العامية، وجعلها اللغة الغالبة على الأحاديث العربية المذاعة، الأمر الذي كان من أسباب إقالته من عمله في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر سنة 1940.

انتقل إلى بغداد، بعد انتهاء عمله في هذه الإذاعة، ليزاول مهنة التعليم في أحد معاهدها، لكن لم يكد يمضي شهران على إقامته في العراق حتى اشتد المرض عليه، مما حمله إلى العودة إلى نابلس. في وقت لاحق، بعد أيام قليلة من دخوله المستشفى الفرنسي في القدس، توفي في الثاني من شهر أيار/ مايو 1941، ونُقل جثمانه إلى نابلس ودُفن فيها.

يُعد إبراهيم طوقان أحد رواد الشعر الفلسطيني في القرن العشرين. تفجرت شاعريته في وقت مبكر، بفعل عدة مؤثرات، منها دور أخيه أحمد في تعريفه بمنتخبات الشعر العربي القديم والحديث، وتأثير البيئة الشعرية الأدبية التي احتك بها أثناء دراسته في بيروت، وتعمقه في دراسة سور القرآن الكريم. وقد تطبع شعره بطابع وطني ثوري، إذ تغنى فيه بالأرض، وهاجم من يبيعها، وحيا الثوار والشهداء، وانتقد تصارع الزعامات. ومن أشهر قصائده قصيدة "موطني"، التي كتبها في سنة 1934، وانتشرت في كل أرجاء الوطن العربي، وقد لحنها الموسيقار محمد فليفل، وأصبحت النشيد الوطني غير الرسمي لدولة فلسطين. كما أصبحت نشيد العراق، بعد الغزو الأميركي لهذا البلد سنة 2003.

وقد منحته منظمة التحرير الفلسطينية، في كانون الثاني/ يناير سنة 1990، وسام "القدس للثقافة والفنون والآداب". وقُدمت سيرة حياته في مسلسل عراقي بعنوان "إبراهيم طوقان".

من آثاره:

"ديوان إبراهيم طوقان"، بيروت، 1955 .

 

المصادر:

ديكان-واصف، سارة. "معجم الكتّاب الفلسطينيين". باريس: معهد العالم العربي، 1999.

شاهين، أحمد عمر. "موسوعة كتّاب فلسطين في القرن العشرين". الجزء الأول. دمشق: المركز القومي للدراسات والتوثيق، 1992.

طه، المتوكل. "الكنوز: ما لم يُعرف عن إبراهيم طوقان". عمان: دار الشروق، 1999.

طوقان، فدوى. "أخي إبراهيم". يافا: المكتبة العصرية، 1946.

لوباني، حسين علي. "معجم أعلام فلسطين في العلوم والفنون والآداب". بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، 2012.

Abdul Hadi, Mahdi, ed. Palestinian Personalities: a Biographic Dictionary. 2nd ed., revised and updated. Jerusalem: Passia Publication, 2006.