سيرة

كمال عدوان

سيرة

كمال عدوان

9 أيار 1935, بربرة
10 نيسان 1973, بيروت

ولد كمال عدوان في 9 أيار/ مايو 1935 في قرية بربرة قرب مجدل عسقلان جنوب فلسطين.

والده: عبد الحفيظ. والدته: زهية برزق. شقيقاه: عصام؛ محمد علي. شقيقته: سعاد. زوجته: مها الجيوسي. ابنته: دانا. ابنه: رامي.

تلقى كمال عدوان تعليمه الابتدائي في مدرسة قريته، وترأس فرقة الكشافة في المدرسة، كما قاد تظاهرة لتلامذتها احتجاجاً على قرار تقسيم فلسطين الدولي في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947.

بعد النكبة، عاش مع عائلته، بعد اضطرارها إلى الهجرة إلى مدينة غزة، ثلاثة أعوام قاسية، واستأنف تعليمه في مدرسة "الزيتون" في المدينة، ونال شهادة الثانوية العامة من مدرسة "فلسطين" في نهاية العام الدراسي 1953-1954.

انتسب كمال عدوان في العام الدراسي ما قبل الأخير إلى جماعة "الإخوان المسلمين"، وصار يكتب مقالات في مجلة أصدرها طلبة مدرسة "فلسطين" الثانوية. وبعد حصوله على شهادة الثانوية العامة، عمل في التدريس فترة وجيزة، كما ساهم في تأسيس نقابة المعلمين الفلسطينيين في نطاق وكالة "الأونروا".

سافر كمال عدوان إلى القاهرة والتحق بكلية الهندسة في جامعة القاهرة، خلال العام الدراسي 1954-1955، حيث درس هندسة البترول والمعادن. وفي مطلع أيلول/ سبتمبر 1955، دافع عن فكرة وجود قيادة مشتركة لـ "رابطة الطلاب الفلسطينيين" التي كان قد انضم إليها، بحيث تضم ممثلين عن جميع التيارات السياسية.

شكّلت "هبّة آذار" التي اندلعت في قطاع غزة في سنة 1955، بقيادة الشيوعيين و"الإخوان المسلمين"، ضد مشروع توطين اللاجئين الفلسطينيين في شمال صحراء سيناء، منعطفاً في حياة كمال عدوان، وحفزته على الانشغال بقضية الوحدة الوطنية والدعوة إلى التعاون بين التيارات الفكرية المختلفة.

بعد قيام الجيش الإسرائيلي باحتلال قطاع غزة، في تشرين الثاني/ نوفمبر 1956، في إطار "العدوان الثلاثي" على مصر، شارك كمال عدون في إطلاق أعمال مقاومة الاحتلال، الأمر الذي جعل سلطات الاحتلال تلاحقه للقبض عليه، لكنه نجح في الإفلات والهرب إلى مصر.

بقيت علاقة كمال عدوان بجماعة "الإخوان المسلمين" متقطعة ما بين خريف سنة 1954 وأواخر سنة 1956، عندما قرر الانفصال عنها بصورة نهائية.

بعد هربه من سلطات الاحتلال، شارك كمال عدوان في لقاء عقد في القاهرة وضم نحو 20 شاباً فلسطينياً، كان من ضمنهم ياسر عرفات، واقترح المشاركون فيه تأسيس حركة جديدة غير حزبية تنتهج أسلوب الكفاح المسلح في النضال لتحرير فلسطين. ويبدو أنه صار ينسق منذ ذلك الوقت، بغية تحقيق هذا الهدف، مع خليل الوزير.

في سنة 1957-1958، سافر كمال عدوان إلى قطر، حيث عمل في التدريس فترة وجيزة، عاد بعدها إلى القاهرة، وشارك، في سنة 1958، في تأسيس الحركة الفدائية، التي اعتمدت فيما بعد اسم "حركة التحرير الوطني الفلسطيني" (فتح)، وجرى تكليفه بتجنيد أعضاء جدد للحركة الوليدة في مصر، وبتوزيع مجلة "نداء الحياة" (فلسطيننا)، التي أصدرتها الحركة في بيروت في تشرين الأول/ أكتوبر 1959.

سافر كمال عدوان إلى مدينة الدمام السعودية، ما بين سنتي 1959-1960، للعمل والتدرب في شركة "أرامكو" النفطية، كما سافر إلى الكويت. وبعد أن أنهى دراسته الجامعية في تموز/يوليو 1961، عاد إلى العمل مهندساً للنفط في السعودية. ثم انتقل، في سنة 1964-1965، للعمل في قطر.

في أيار/ مايو 1964، شارك كمال عدوان، بصفته الشخصية وليس الحركية، في المجلس الوطني الفلسطيني الأول، الذي عقد في القدس وأعلن خلاله قيام منظمة التحرير الفلسطينية. وكان من ضمن أعضاء قيادة حركة "فتح" الذين أيدوا الشروع في الكفاح المسلح، الذي انطلق في 1 كانون الثاني/ يناير 1965.

عندما اندلعت حرب حزيران/ يونيو 1967، سافر كمال عدوان إلى الكويت، ومنها انتقل إلى دمشق، لكن الحرب لم تستمر إلاّ ستة أيام، فعاد إلى الدوحة. وفي منتصف أيلول/ سبتمبر 1968، قرر التفرغ، بصورة نهائية، للعمل الثوري، وانتقل إلى مدينة عمّان. وكان المؤتمر الثاني لحركة "فتح"، الذي عُقد في بلدة الزبداني، في ريف دمشق، قد انتخبه عضواً في المجلس الثوري للحركة.

تسلم كمال عدوان في العاصمة الأردنية مسؤولية مكتب "الإعلام والاتصال" في حركة "فتح"، بصفته نائباً لفاروق القدومي مفوض الإعلام والعلاقات الخارجية، ونجح في حشد مجموعة من الكوادر الإعلامية المهمة حوله، كان معظمهم من أصحاب الأفكار اليسارية، ومن أبرزهم ماجد أبو شرار.

بغية تطوير النشاط الإعلامي للحركة، أنشأ كمال عدوان معسكراً باسم "معسكر الـ 99"، لتدريب ناشطي "فتح" الميدانيين حول العالم، وصل عدد المتدربين فيه إلى نحو 500 متدرب، ثم أنشأ معسكراً آخر، وصار ينظم معسكرات لأنصار القضية الفلسطينية الأوروبيين في جرش ومخيم البقعة. كما شارك في سنة 1969 في وفود حركة "فتح" التي زارت الصين وفيتنام وكوريا الشمالية. وعلّق على زيارة وفد الحركة إلى مدينة هانوي بقوله: "كان لقاءً حاراً في هانوي، يعكس حرارة الصداقة والأخوة والتضامن بين رفاق يجمعهم الآن واقع الكفاح المشترك على جبهة واحدة، وفي خندق واحد، ضد عدو واحد." وفي مطلع سنة 1973، علّق على نهاية الحرب في فيتنام بقوله: "أمّا وقد انتهت الحرب في فيتنام، فقد انتقلت الراية إلينا، لتصبح فلسطين هي قلب الصراع مع الإمبريالية العالمية."

 ترأس كمال عدوان وفد حركة "فتح"، في 21 تموز/ يوليو 1969، إلى المهرجان الثقافي الأفريقي الأول في الجزائر، ووجّه رسالة من حركة "فتح" إلى الأخوة الأفريقيين، ورد فيها: "نقف مع أفريقيا في الموقع نفسه، فأفريقيا قضية من قضايا الحرية والثورة، ونحن نمثل قضية من قضايا الحرية والثورة."

في 15 حزيران/ يونيو 1970، صدر في عمّان العدد الأول من "صحيفة فتح" اليومية، بإشراف كمال عدوان، الذي صار يبلور كذلك الخط السياسي لإذاعة "صوت العاصفة".

بعد اندلاع الصدامات بين الجيش الأردني وقوات منظمة التحرير الفلسطينية في أيلول/ سبتمبر 1970، عمل كمال عدوان ناطقاً إعلامياً باسم المنظمة، وشارك في بعض المفاوضات التي جرت بين القادة الفلسطينيين والمسؤولين الأردنيين، بما فيها مفاوضات عقدت في مدينة جدة برعاية سعودية، ثم انضم إلى قيادة المقاومة في أحراج مدينة جرش.

بعد خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من الأردن، في تموز/ يوليو 1971، وانتقالها إلى لبنان، ساهم في تأسيس وكالة الأنباء الفلسطينية التي حملت اسم "وكالة وفا"، وفي إنشاء جهاز "الإعلام الموحد" لمنظمة التحرير الفلسطينية.

انتُخب كمال عدوان في المؤتمر الثالث لحركة "فتح"، الذي عقد في بلدة "حمورية" في ريف دمشق، في مطلع أيلول/ سبتمبر 1971، عضواً في اللجنة المركزية للحركة. وتسلم، بعد ذلك المؤتمر، قيادة "القطاع الغربي"، خلفاً لخليل الوزير، بحيث صار مشرفاً على نضال الحركة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. واهتم، من موقعه هذا، بتطوير الإعلام في الداخل، وببناء الجامعات الوطنية وإنعاش الحركة الثقافية.

كما كان عدوان ضمن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي الفلسطيني، الذي عقد في القاهرة ما بين 6 و10 نيسان/ أبريل 1972، بالتوازي مع انعقاد الدورة العاشرة الاستثنائية للمجلس الوطني الفلسطيني.

اغتيل كمال عدوان، مع رفيقيه كمال ناصر ومحمد يوسف النجار، ليلة 9-10 نيسان/ أبريل 1973 في منطقة فردان في بيروت الغربية، على يد وحدة سرية إسرائيلية قادها إيهود باراك. وفي 12 من ذلك الشهر، شارك عشرات الآلاف في تشييع القادة الشهداء الثلاثة. وجاء في رثائه في مجلة "فلسطين الثورة": "كان يفكر بالقلم والمسطرة، يرسم الخطوط والزوايا، ويحدد الاتجاهات. كنا نختلف معه أحياناً، لكننا كنا نحترم منطقه وعناده في الدفاع عن موقفه ووجهة نظره,"

كان كمال عدوان قد حدد أهداف حركة "فتح" في: تحريك الوجود الفلسطيني، وبعث الشخصية الفلسطينية محلياً ودولياً من خلال المقاتل الفلسطيني الصلب العنيد، القادر على تحطيم أسطورة المناعة الإسرائيلية، مؤكداً ضرورة أن يكون التنظيم الطليعي، الممثل بحركة وليس بحزب، خارج إطار الإيديولوجيا، وأن يقوم على أسس حديدية، ويركز على الكفاح المسلح، ويناضل من أجل الكيانية الفلسطينية. وفي آخر حديث أجرته معه مجلة "شؤون فلسطينية"، ونشرته في عدد 21 (أيار/مايو 1973)، حدد منطلقات الثورة الفلسطينية في: أولاً: إن إسرائيل قاعدة للاستعمار في المنطقة تستنزف جهدها وطاقتها، ولهذا فإن الأمن القومي يفرض تصفية وجود هذه القاعدة؛ ثانياً: إن الكفاح المسلح من خلال حرب الشعب الطويلة الأمد هو أسلوب المواجهة الوحيد؛ ثالثاً: إن بروز الشخصية الفلسطينية من خلال المقاتل الفلسطيني يشكّل ضرورة أساسية لمواجهة الجهد المكثف المضاد، الذي يحاول تغييب الشعب الفلسطيني؛ رابعاً: الشعب الفلسطيني يظل الطليعة لحركة التحرر العربية من أجل تحرير فلسطين؛ خامساً: استقلالية الثورة الفلسطينية ورفض الوصاية العربية الرسمية شرطان أساسيان للاحتفاظ بالهوية المميزة للثورة.

خلف كمال عدوان وراءه عدداً من الروايات والقصص القصيرة والمخطوطات، من أشهرها رواية "رسالة أخي"، ومخطوط "دستور الحركة"، ومخطوط "في دوامة الأعاصير"، فضلاً عن عشرات المقالات والرسائل، التي نشر معظمها من دون توقيعه. ويحتفظ "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة، ضمن "أرشيف ذاكرة فلسطين"، بـ "مجموعة أوراق كمال عدوان".

 

من آثاره:

"تحليل للموقف السياسي". "شؤون فلسطينية"، العدد 11 (تموز/ يوليو 1972)، ص 274-281.

"آخر حديث للشهيد كمال عدوان". "شؤون فلسطينية"، العدد 21 (أيار/ مايو 1973)، ص 137-153.

 

المصادر:

عزم، أحمد. "كمال عدوان: رجل في ثورة، وثورة في رجل". الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2024.

شفيق، منير. "حول كتابات الشهيد كمال عدوان". بيروت: منشورات الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، 1974.

"الشهداء الثلاثة". بيروت: الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين-الإعلام الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية، 1974.

"الشهيد كمال عدوان، فتح، الميلاد والمسيرة". بيروت: الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين-الإعلام الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية، 1974.