مذكرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)
إلى رئيس وأعضاء اللجنة التحضيرية لإعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني
7 نيسان/ أبريل 1990
الأخوة أعضاء اللجنة التحضيرية المحترمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إننا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، نسجل تقديرنا للدعوة الكريمة التي وجهتموها لنا للمشاركة في أعمال اللجنة التحضيرية لإعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، والتي ستبدأ أعمالها يوم السبت 12 رمضان 1410هـ الموافق 9 أبريل 1990م هذه الدعوة جاءت باعتبار (حماس) إحدى القوى الفلسطينية الفاعلة والمؤثرة في قيادة الانتفاضة المباركة والتحدي للاحتلال اليهودي وآلته القمعية، الأمر الذي دفع أبناء شعبنا الفلسطيني إلى الالتفاف حول حركتهم (حماس) في تلاحم جهادي رائع.. عمّده الدم وكرسته التضحيات.
وإننا إذ نعتذر عن المشاركة في اللجنة المذكورة لمجموعة من الظروف والاعتبارات لنسأل الله أن يوفقكم إلى التمسك بحقوق شعبنا وثوابتها التي ضحى من أجلها طيلة السنوات الماضية.
وبهذه المناسبة تؤكد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها مع وحدة أبناء شعبنا بكل اتجاهاته وقواه على أسس وثوابت واضحة بينة.. دون تفريط أو تنازل... ولذلك فإن حركتنا تطرح عليكم تصوراتنا لأسس تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني في المرحلة القادمة.
سماحة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني
الأخوة أعضاء اللجنة التحضيرية
لقد جاء تشكيل المجلس الوطني في المرحلة الماضية، نتيجة لإفراز مجموعة من العوامل والظروف السياسية التي مر بها شعبنا في السنوات الأولى لنهوضه الوطني بعد شتات 1948.. ومما لا شك فيه أنه نتيجة لتغير الظروف والمعطيات، فإن المجلس الوطني الفلسطيني القادم يجب أن تفرزه ظروف المرحلة الراهنة.. مرحلة الانتفاضة المباركة وما كرسته من حقائق ميدانية وتوجهات وقوى شعبية وسياسية.
فقد أكدت انتفاضتنا الباسلة أن شعبنا الفلسطيني البطل قادر – بعون الله – على مواجهة الاحتلال وزعزعة وجوده واستقراره... ومصرٌّ على انتزاع حقوقه الثابتة. كما أثبتت الانتفاضة التلاحم العضوي بين أبناء شعبنا بكافة قواه وتوجهاته.
سماحة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني
الأخوة أعضاء اللجنة التحضيرية
إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ترى أن التشكيل الجديد للمجلس الوطني يجب أن يراعي العناصر التالية:
أولاً: الانتخاب وليس التعيين هو الوسيلة الأساسية المعتمدة لاختيار أعضاء المجلس الوطني، وتكون الانتخابات حسب الأقاليم وبنسب تكافىء ثقلها.
ثانياً: إذا تعذر إجراء الانتخابات فيجب أن يعكس التشكيل أوزان القوى السياسية الموجودة على الساحة، بأعداد تتناسب وأحجامها.
ثالثاً: يتم اختيار المستقلين.. بناءً على ما تفرزه نتائج الانتخابات. وفي حالة تعذر الانتخابات يتم تحديد أعدادهم وأسمائهم باتفاق جميع القوى الفاعلة على الساحة الفلسطينية.
رابعاً: لاعتبارات سياسية وإدارية وأمنية ومالية، يفضل تخفيض عدد أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني وإعادة النظر في المجلس المركزي ودوره.
خامساً: تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني بما ينسجم مع عقيدة الشعب الفلسطيني المسلم وتراثه الأصيل.
سماحة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني
الأخوة أعضاء اللجنة التحضيرية
إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تؤكد على أهمية الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحاسمة من مراحل جهاد شعبنا.. ولذلك فإننا في حماس نفتح قلوبنا وصدورنا ونمد أيدينا للتنسيق مع كافة القوى والجهات والمؤسسات الفلسطينية بما يحقق مصلحة شعبنا وقضيتنا. وانسجاماً مع موقف (حماس) الثابت من هذه القضية، وإجابة للدعوات المنادية باشتراك (حماس) في المجلس الوطني الفلسطيني، من سماحة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني الشيخ/ عبد الحميد السائح، ومن بعض القوى الفلسطينية والموافقة عليها، يمكن لحماس التعامل بإيجابية مع موضوع المشاركة في المجلس الوطني الفلسطيني:
أولاً: اعتبار فلسطين من البحر إلى النهر، ومن النقب إلى رأس الناقورة، وحدة لا تتجزأ، وهي حق للشعب الفلسطيني.
ثانياً: رفض التفريط بأي جزء من أرض فلسطين، ورفض اعتبار الكيان اليهودي كياناً شرعياً ومعترفاً به، تحت أي ظرف من الظروف.. ورفض كل القرارات الدولية التي تنتقص من حق شعبنا في كل أرضه، بما فيها القرارات 181، 242، 338.
ثالثاً: التأكيد على الخيار العسكري، واعتبار الجهاد هو الطريق الصحيح لتحرير فلسطين وإنجاز الاستقلال.
رابعاً: اعتبار قضية فلسطين، قضية الأمة العربية والإسلامية جمعاء، التي عليها القيام بمتطلبات ذلك وتحمل دورها في التحرير.
خامساً: التأكيد على أهمية استمرار الانتفاضة وتطورها وتصعيدها ودعم صمود شعبنا في مواجهة الاحتلال.
سادساً: تمثيل (حماس) في المجلس بعدد يساوي ويكافىء ثقلها في الساحة، والتي تتراوح بين 40-50% من مجموع أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني.
سابعاً: أن تحصل (حماس) على حقها المتناسب مع حجمها وثقلها في جميع مؤسسات المنظمة وأجهزتها.
ثامناً: أن يوقف فوراً وعلى التوّ كل ما يتعرض له سجناء حماس من اعتداءات وتطاول، على أيدي حركة فتح في كل سجون الداخل وإعطائهم حقوق القوى الأخرى في السجون.
تاسعاً: التخلي عن كافة التراجعات والتنازلات والاعترافات التي تتناقض مع حقوقنا ومع تطلعات شعبنا وتضحياته والتي كان آخرها قرارات الدورة التاسعة عشرة في الجزائر في تشرين الثاني 1988م من تنازلات.
عاشراً: مراعاة العناصر الخمسة آنفة الذكر في تشكيل المجلس الوطني.
إن هذه الثوابت والمبادىء والشروط، ليست طرحاً جديداً لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ولا يقصد بها التعجيز.. وإنما هي أسس قامت حركتنا من أجل تكريسها والدفاع عنها.
سماحة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني
الأخوة أعضاء اللجنة التحضيرية
إننا إذ نعرض عليكم تصوراتنا لإعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني واعتباراتنا للمشاركة والانخراط في منظمة التحرير الفلسطينية.. لنؤكد استعدادنا للعمل المخلص مع كافة القوى الفلسطينية الفاعلة مهما كان فكرها أو انتماؤها.. داعين الله لكم التوفيق والسداد. والله من وراء القصد. حفظ الله وحدة شعبنا وأمتنا.
(وقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرى الله عَمَلَكُمْ ورَسُولُهُ والمُؤمِنُونَ)
حركة المقاومة الإسلامية (حماس)
فلسطين
11 رمضان 1410 هـ
المصدر: محسن صالح، "منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني". بيروت: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2014، ص 375-379.