مكان

يبنة

مكان
يِبْنَة
اللواء
اللد
المحافظة
الرملة
متوسط الارتفاع
25 م
المسافة من الرملة
15 كم
تعداد السكان
السنة عرب المجموع
1931 3600
1944/45 5420 5420
ملكية الأرض (1944/45) بالدونم
السنة عرب يهود عام المجموع
1944/45 37919 2845 18790 59554
إستخدام الأرض (1944/45) بالدونم
الإستخدام عرب يهود عام المجموع
المناطق غير صالحة للزراعة والمبنية (المجموع)
الإستخدام عرب يهود عام المجموع
البناء 127 127
غير صالحة للزراعة 5109 73 18185 23367
5236 73 18185 23494 (39%)
مزروعة/صالحة للزراعة (المجموع)
الإستخدام عرب يهود عام المجموع
الموز و الحمضيات 6468 5 6473
الأراضي المزروعة والمروية 11091 13 11104
حبوب 15124 2754 605 18483
32683 2772 605 36060 (61%)
عدد المنازل (1931)
794

كانت القرية تقع في السهل الساحلي، وتبعد نحو 7,5 كلم إلى الشرق من البحر الأبيض المتوسط. وكانت تعتبر العقدة المركزية في شبكة مواصلات تربط جنوب فلسطين بأواسط غربها؛ إذ كان فيها محطة لسكة الحديد الممتدة بين غزة واللد، كما كان طريق غزة – يافا العام يمرّ عبر أراضيها.

وتتيح لنا المصادر الأدبية كثيراً من التفصيلات عن تاريخ يبنة القديم. فهي تظهر في الكتاب المقدس باسم يَبْنَة (أخبار الأيام الثاني 26: 6 – 8)، ويبدو أنها كانت من مدن الفلسطينيين القدماء. في العصر الهلنستي كانت يبنة مركزاً عسكرياً وإدارياً للمنطقة. وعلى الرغم من وجود سجال في شأن أي الحشمونيين خرَّب المدينة، فإن من الثابت أن الرومان انتزعوها من أيديهم يوم احتلوا فلسطين في سنة 63 ق. م.، وسمّوها يمنيا (Iamnia). وقد أمر غابينيوس (Gabinius)، والي سورية (التي كانت تضم فلسطين)، بإعادة بنائها. وفي عهد أغسطس (Augustus)، وُهبت المدينة هدية لهيرودس الكبير (Herod the Great)، ملك فلسطين ومولى الرومان. وقد ازدهرت في ذلك العصر، وصارت مركزاً لناحية بأكملها، وكان ميناؤها أكبر من ميناء يافا. وبعدما خرّب الرومان القدس في سنة 70م، نقل اليهود مجمعهم الديني، السنهدرين، إلى يبنة. وقد فتحها العرب بقيادة عمرو بن العاص (توفي سنة 663م)، أحد أبرز قادة المسلمين وأنجحهم. ولا يُعرف الكثير عن يبنة في العصور الإسلامية الأولى. لكن ذكرها ورد بعد ذلك في جملة مصادر تاريخية وجغرافية: من ذلك أن اليعقوبي (توفي سنة 897م) وصفها بأنها من أقدم مدن فلسطين، وبأنها مبنية على تل مرتفع ويسكنها السامريون (من فرق اليهود)؛ وقال المقدسي (توفي سنة 990م تقريباً) إن فيها مسجداً رائعاً؛ وكتب ياقوت الحموي (توفي سنة 1229م) في 'معجم البلدان' أنها بُلَيْدة قرب الرملة، فيها قبر رجل من أصحاب النبي اختُلف بشأن من هو .

في أثناء الحروب الصليبية، شهدت يبنة معارك عدة بين سنة 1105م وسنة 1123م. وفي معركة كبيرة وقعت سنة 1123م، هزم الصليبيون جيوش الفاطميين المصرية. وشيّدوا في وقت لاحق، سنة 1141م، حصناً في يبنة وحوّلوه إلى موقع دفاعي استراتيجي. لكن هذا الحصن انتقل إلى يد المسلمين بعد معركة حطين. وحدث أن الظاهر بيبرس، قائد المماليك المصريين، كان في يبنة حين تلقى سنة 1265م أنباء انتصار المسلمين على التتر في شمال سورية. في سنة 1596، كانت يبنة قرية في ناحية غزة (لواء غزة)، وعدد سكانها 710 نسمات. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والمحاصيل الصيفية والسمسم والفاكهة، بالإضافة إلى أنواع أُخرى من الإنتاج والمستغَلات كالماعز وخلايا النحل وكروم العنب .

زار المبشِّر الأميركي طومسُن يبنة في سنة 1834، ووصفها بأنها قرية مبنية على تل، ويقيم فيها 3000 مسلم يعملون في الزراعة. وقال أيضاً إن ثمة نقشاً على مسجد يبنة (ولعله المسجد الذي وصفه المقدسي) يدل على أنه شُيِّد في سنة 1386 .

في أواخر القرن التاسع عشر، كانت يبنة قرية كبيرة مبنية بالحجارة على تل. وكان الزيتون والذرة يُزرعان شماليها وفي البساتين المجاورة . أما يبنة الحديثة فكان فيها أربعة شوارع رئيسية: إثنان يمتدان من الشرق إلى الغرب، واثنان من الشمال إلى الجنوب. وكان سكانها في معظمهم من المسلمين، وفيها مدرستان ابتدائيتان، إحداهما للبنين والأُخرى للبنات. وقد أُسست مدرسة البنين في سنة 1921، وكان يؤمها 445 تلميذاً في العام الدراسي 1941/ 1942. أمّا مدرسة البنات فقد أُسست في سنة 1943، وكان يؤمها 44 تلميذة في سنة 1948. وكان في يبنة، لقربها من البحر، كثير من الينابيع والآبار. وكانت الحمضيات أهم محاصيلها. في 1944/ 1945، كان ما مجموعه 6468 دونماً مخصصاً للحمضيات والموز، و15124 دونماً للحبوب، و11091 دونماً مروياً أو مستخدَماً للبساتين؛ منها 25 دونماً حصة الزيتون.

كانت القرية موضع تنازع بين القوات المصرية والإسرائيلية، في الأسبوع الأول من حزيران/ يونيو 1948. فقد جاء في بلاغ عسكري إسرائيلي نقلته وكالة إسوشييتد برس في 1 حزيران/ يونيو، أن في يبنة وحدة مصرية متقدمة. إلاّ إن المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس يذكر أن القوات الإسرائيلية استولت على القرية في 4 حزيران/ يونيو، في سياق المرحلة الثانية من عملية براك. ويكتب موريس مستشهداً بمصادر عسكرية: 'بعد القصف بمدافع الهاون وقتال قصير، دخلت الوحدات القرية فوجدتها خالية إلاّ من 'بعض الرجال والنساء العرب المسنّين'، الذين ما لبثوا أن طُردوا أيضاً.' إلاّ إن هذه الرواية لا تتفق مع الرواية التي نجدها في 'تاريخ حرب الاستقلال'، الذي يجعل اليوم التالي تاريخاً لاحتلال القرية، ويؤكد الاستيلاء عليها بطريقة مختلفة:

فقرية يفنه [كذا] العربية، التي لم تصل إليها القوات المصرية، أُصيبت بالذعر نتيجة رؤية حشودنا، فهجرها سكانها، وفي ليل 4/5 سقطت بيدنا من دون قتال.

كما نقلت صحيفة 'نيويورك تايمز' نبأ هجوم القوات المصرية في 5 حزيران/ يونيو على يبنة 'التي يسيطر الإسرائيليون عليها الآن'، لكن البرقيات حملت أنباء 'استرداد' القوات الإسرائيلية للقرية في اليوم نفسه.

وساقت وكالة يونايتد برس رواية أُخرى لكيفية احتلال القرية، تختلف اختلافاً بيِّناً عن الروايتين الإسرائيليتين؛ فقد بدأت المدفعية الإسرائيلية تقصف أعالي القرية أولاً، بينما زحفت قوات المغاوير خلف فرق كاسحي الألغام، 'وعند شروق الشمس، بات من الممكن مشاهدة المدنيين يفرّون من البلدة في اتجاه الساحل، من جون أن يعترضهم المهاجمون الإسرائيليون.' بُعيد ذلك سقطت يبنة واستولى المغاوير الإسرائيليون على ذلك الموقع الاستراتيجي المتحكم في الطريق الساحلي. وأضافت الرواية أن يبنة كانت آخر 'القلاع العربية' بين تل أبيب والمواقع المصرية المتقدمة على الجبهة شمالي إسدود مباشرة .

كانت مستعمرتا يفنه وبيت ربّان  مبنيتين على ما كان يعدّ تقليدياً من أراضي القرية، وذلك في سنة 1941 وسنة 1946 على التوالي. وقد أُنشئت ثلاث مستعمرات أُخرى على أراضي القرية في سنة 1949: يفنه؛ كفار هنغيد؛ بيت غمليئيل. كما أُسست مستعمرة بن زكاي في سنة 1950، وتلتها كفار أفيف في سنة 1951 (وكان اسمها الأصلي كفار هيئور). وقد أُنشئت تسوفيّا، أحد المستعمرات، على أراضي القرية في سنة 1955. كما أُنشئت كيرم يفنه، وهي مؤسسة تربوية، على أراضي القرية في سنة 1963.

يخترق أحد خطوط سكة الحديد القرية. وما زال المسجد الخرب ومئذنته قائمين، ومثلهما مقام. منزلان، على الأقل، من المنازل الباقية تستعملهما أُسر يهودية، وواحد تقيم أُسرة عربية فيه. أحد المنزلين اللذين يقيم اليهود فيهما مبني بالأسمنت، ويرتفع من سقفه المسطح عمود كهرباء وهوائي تلفاز. وللمنزل الآخر سقف على شكل الجملون. أمّا المنزل الذي تعيش الأُسرة العربية فيه، فصغير وآخذ في التلف، وله سقف قرميدي مائل، وبالقرب منه بئر مستديرة الفوهة، لم تعد تُستعمل. وقد شُيِّدت بنية حجرية نصف أسطوانية فوق قسم من البئر، يحيط حائط حجري بها من أحد طرفيها.

t